كمال الأجسام للأطفال والمُراهقين كارثة يجب أن تتوقّف.
لا يجوز قانوناً ولا طبّاً، أن يحمل الأطفال والمُراهقون أوزاناً عالية، فلا يجوز أن يحمل ابنك إسطوانة الغاز على كتفه، أو بيده، لا يجوز أن يُكلّف بالأعمال التي فيها رفع شيء، لأنّ هذا له أثار طبيّة كارثيّة على طوله، وعظام مفاصله، والديسك، وأمراض الرقبة... وتوقّف نموّ القضيب، والخصيتين...
وأوّل ما تلقاه في مُنظّمة الصحّة العالميّة، في حقوق الأطفال، هو منعها لحمل الأطفال للأوزان، والتي ستؤدّي إلى توقّف نموّهم، وأحد أبرز أسباب عدم زيادة الطول للأطفال والمُراهقين، هو رفع الأثقال والأوزان على كواهلهم...
ومن جهل الأب والأم، أنّهم يتعمّدون تكليف الأطفال حمل الأوزان مثل إسطوانة الغاز، أو أكياس الخضار، أو أباريق المياه، ويصعدوا بها على الدرج... لأجل أن يتحمّلوا المسؤولية... فما بالك، بمن يذهب بطفله وابنه الذي في عمر خمسة عشر عاما ليرفع الأوزان في أندية كمال الأجسام؟!
رياضة كمال الأجسام للأطفال والمُراهقين دون سن عشرين عاماً، جريمة، مُخالفة للقانون وللطب...
ساءني قبل قليل، رؤية مجموعة من الأطفال في إحدى الدول العربيّة، عُراة، لا يستر عوراتهم سوى لباس داخلي، يعرضون لحومهم أمام المرضى النفسيّين، والشواذ الجنسيّين، وهُم يتحرّشون بهم، ويُلامسون أجسادهم!
أين العقول؟ وأين الدين؟ وأين الأهل؟ وأين المسؤول عن تنظيم هذه الرياضات؟!
لا يُمكن أن تنمو العضلات دون زيادة عظيمة في البروتين، والذي سيقضي على الكليتين، وعلى نموّ الخصيتين، وعلى الرجولة...
وسينمو لديهم شيء يُطلق عليه في الطب النّفسي ( الاستعراء )، أي طلب العُري، وكشف أجسادهم أمام النّاس.
وشيء آخر ابتلي به لعيبة كمال الأجسام يُطلق عليه ( فقدان الهويّة )، فبدل أن يعرض خدماته كرجل على زوجه، يذهب يعرض عليها جسده ( خلل في مفهوم الرجولة ).
لا يجب أن يعيش الطفل والمُراهق إلاّ على ريش النّعام، لو استطعت أيّها الأب، أن لا تلمس قدم ابنك الأرض فافعل، كان نبيّنا صلّى عليه وآله وسلّم، يفرش ظهره الشريف لأبناء فاطمة رضي الله عنها، وأبناء العبّاس، وأبناء زوجاته، وأبناء خديجة...
يقول أطبّاء النّفس:
أيّهما أشدّ ضرراً على الأطفال، أن يعيشوا في دلال عظيم، أو في شقاء وقسوة؟!
من غير خلاف بين الأطبّاء النفسيّين، أنّ الطفل إذا لم يشبع من الدلال، والنعمة، والراحة، واللعب، والنّوم، والضحك، فلن يكون سويّاً، فلا ضرر على الطفل مهما دللّته!
لاحظ أطبّاء النفس، ملاحظة في غاية الخطورة، وهي:
جميع حكّام العثمانيّين الذين اتّصفوا بالجبروت والظلم والقسوة، كانت طفولتهم مريعة، ربّوا على القسوة والعنف، وكانت لبني عثمان طرق مريعة في تربية الأطفال!
وأمّا حكام العرب، فإنّهم رأوا أنّ من عاش منهم في ترف ودلال في طفولته، كان أبعد الناس عن القسوة، ومن كان منهم قد شقي في طفولته ( مثل حكام العسكر )، فقد عاش في قهر وظلم وحرمان.
اقرأ مُذكّرات صدّام حسين، وانظر كيف كانت طفولته، كان يتيماً، مظلوماً عند زوج والدته، محروماً من مقوّمات الحياة، حتّى بعض الحنان لم يجده!
نصيحة: لا تحمل على عاتق ابنك أية أوزان، وليكن مُدّللا، وافرش له ظهرك مركوبا له، ولا تسمع للمُتخلّفين عقليّاً، الذي يقسون على أطفالهم ليكونوا رجالاً، أن يؤثّروا على فكرك، ويُغيّروا مُعاملتك لطفلك، فإنّ تلك القسوة لم تخرجهم غير مرضى نفسانيّين، ومُختلّين عقليّين.
إيّاك ثمّ إيّاك أن يحمل ابنك، أوزانا قبل أن يبلغ على الأقل عشرين عاماً... ولا تسمح له بممارسة رياضة كمال الأجسام، فإنّها ليست رياضة أصلا!
أنا لا أدري متى صارت كمال الأجسام رياضة؟
كانت فيما مضى، تابعة للمُصارعة الرومانيّة، ومع بداية الخميسنات، لأجل الفتيات، انتشرت بين الشبان الأمريكان مفهوم ( جسد رعاة البقر )، وقد أطال سيّد قطب، رحمه الله، في مذكّراته عن مدينة نيويورك، في بيان هذه الأجساد وعلاقتها بتفاهة الفكر، وذكر أنّ كمال الأجسام، عادة من عادات الشبان هناك لإثارة نظر الفتيات، وكلّما زادت العضلات قصر الفكر والعقل!
جميع ما في رياضة كمال الأجسام خطير، وخصوصا حقن النمو، والتضخيم، وأقل شيء فيها هو زيادة إدخال البروتينات للجسد، والذي سيضغط على الكليتين للتخلّص منها، ولن تفلح، وسيؤدّي إلى فشل الكليتين لا محالة...
فإن كان لا محالة، فأكثر من شرب الماء... وأمّا الأطفال والمُراهقون، فاتّقوا الله فيهم، فأنتم ببساطة توقفون نموّ أطفالكم تماما، سواء على مستوى طول الجسد، أو عمل الخصيتين، أنت بذلك تقتل ولدك وأنت لا تدري.
ملحوظة: إذا طفلك قصير القامة عن جيله، فخذه إلى طبيب الغدد، ليفحص عمل غدّة النمو، وهرموناتها، فإنّ لها علاجاً، وإذا بلغ ثمانية عشر عاماً، فلا توجد حيلة لزيادة طوله.
ملحوظة ثانية: زيادة الطول يعتمد على عاملين أساسيّين:
الأوّل: التغذية ثمّ التغذية ثمّ التغذية.
الثاني: النوم العميق، لأنّ هذا الهرمون لا يُفرز إلاّ أثناء النوم.
فإذا كان ابنك لا يأكل أكلا مغذيا ( صحيّا )، ولا ينام إلاّ بعد الفجر، فلن تنمو أعضاء جسده وتنضج، وسيُعاني من مشاكل في طوله، وفي فحولته.