لا أقدر على الزواج فماذا أفعل ...؟؟


العلاقة الجنسية نعمة إلهية ... وحق آدمي ... وكرامة إنسانية مهدرة في الدول العربيّة والغربية ... فأجمل سني الزواج تذهب هدرا عند الشاب العربي... فالجنس له بعد نفسي لذيذ ولكنّه محدود للغاية ... كما أنّ له بعدا جسديا في غاية الضآلة زمنيا  ...

يخبرنا العلماء أنّ الجنس يكون بأحسن حالاته نفسيا في سنّ البلوغ  وجسديا بين سنّ 23 إلى 33 وما بين هذين فترة ذهبية مهدرة عند شبابنا العربي ...

فغالبية من أعرف من زملائي تزوّجوا بعد الخامسة والثلاثين ... وفي أحسن أحوالهم تزوّجوا بعد الثلاثين وفوق رؤوسهم آلاف من الدنانير عليهم سدادها ... وبيت أجرة ... وأقساط أثاث  إلى آخره ..

فلم يعد همّ الشاب الزواج لتكوين أسرة ... صدّقوني هذا آخر ما يفكّر به الشاب العربي ... هو يتزوّج لأنّه يخاف الله و المجتمع ويخاف على  سمعته وسمعة عائلته  ... يريد أن يطفئ نار الشهوة التي تأكل جسده ...وتحرق أعصابه ...

وفتاتنا الجميلة قد تصل لحدّ الثلاثين وغاية أمرها أن يكون عندها طفل ترضعه وتطفئ نار الأمومة في صدرها ... وقد لا تشعر بالشهوة الجنسية بعد الثلاثين ... غاية ما تريده هو صدر زوج تضع عليه رأسها وكأنّه طبيب نفسي تجلس على أريكته ...

فالبعد النفسي للزواج أبعد ما يكون عن الجنس ...  فقد تحرّك المرأة بأصابعها شعر صدر زوجها ويحقق لها بعدا نفسيا لا يمكن تحقيقة ولو جامعها سنة كاملة كما يقول أحد علماء النفس ...!!

إذن البعد النفسي بعمقه المجتمعي هو غاية الزواج ... وقد نبّه الله تعالى لهذا ... وهذا ما عليه كبار علماء النفس ... فالجماع الجنسي جماع نفسي ...والألم الجنسي ألم نفسي ... والتهاب البروستاتا عند الشاب العازب التهاب نفسي في حقيقته... وهذا مجمع عليه ...

ربّما تتعجّبون لو رأيتم فتاة في الثلاثين من عمرها تمسك لعبة وترضعها ...!! أو تلبسها الحفّاظات ... وتعتني بشعرها ... وتدخلها معها إلى الحمّام وتغسلها بالصابون ...!!

فتخفت شهوة الجنس عند الفتاة بمقدار ارتفاع شهوة الأمومة ... وهذا أمر ملحوظ جدّا حتّى عند النساء المتزوّجات حديثا ... و هذه حقيقة  تظهر بجلاء على غالبية الفتيات ممّن تجاوزن سنّ الثلاثين من دون زواج ...

 وهذا ما تفكّر به دوما... لا تعتقد أنّ الجنس يبقى مهمّا في حياة الفتاة بعد الثلاثين ... غاية أمرها أن تشعر بأنّ لها زوجا وبيتا ... أنّ لها طفلا وعائلة ... أن تشعر بجسدها ... الذي لم يعد يثير غرائزها الأنثوية كما يثير بنت العشرين ...

وهذا كلّه يُحرم منه العربي والعربية ... ويحرم منه الغربي والغربية ... فغاية العربي الشفاء من بعض أمراضه النفسيّة وعقده الجسدية بسبب تأخّر الزواج ... وغاية أمر الغربي أن يُشبع غرائزه الجنسيّة ... حتّى تصير هذه الشهوة هستيريا لا يشفيه جميع نساء الغرب ...!! 

وما الحل ؟؟؟؟

قد يكون هناك حلّ للمشاكل المعرفية أو النفسية أو المادية ... لكن ما هو حل المشاكل الجنسيّة ...؟؟

لا يوجد حلّ حقيقي غير الزواج ... وهل يوجد شيء يطفئ نيران الشهوة الجنسيّة غير الزواج ...؟؟

لا أعرف كيف ستمنع الغدة الكظرية من إنتاج هرمون الشهوة  الذي يسري في دمك ...!! ولا أدري كيف ستتمكّن من إبعاد خيالك عن التفكّر بشريكة تشاطرك حياتك ...!! لا أدري حقا ...!!

قد يجرؤ بعضهم على تناول المهدّئات وهي فعّالة جدّا لكنّها ستوقعك في مشاكل كثيرة كالإدمان عليها والقرحة وتضرر الكلى ...

وقد يجرؤ بعضهم وهم قلّة على أخذ أدوية تخفّف من إفرازات الغدّة الكظرية ... لكنّي أعتبر هذا إجراما وقتلا لنفسك ... وكفرا بنعمة الشهوة ...

الصيام والصلاة والعلم وشغل النفس تبعدك كثيرا عن الحرام لكنّها لا تطفئ الشهوة أبدا ...!! فهي تقيك الزنى والفواحش لكنّها لا تخفف عنك شيئا من ألمك الجسدي أو النفسي ...!!

فغالبية الأمراض الجنسية تنتشر في الدول الفقيرة ... وأكثر أعداد الولادة في الدول التي لا تجد لقمة تأكلها ...!! 

ما حل الشهوة الجنسيّة ...؟؟

حلّها ليس في يدك يا مسكين ... حل هذه المشكلة في المجتمع وحكوماته الفاسدة الساقطة ... يعتقد بعض الجهّال أنّ الزنى يخفف من نيران الشهوة ... وهذا خطأ فادح ... بل الزنى يزيد في نيران الشهوة ... فهو كمن ذاق ثمّ امتنع .. وهذا أصعب بمراحل ممّن لم يجرّب ولم يعرف طعم الهوى... والله أعلم .

تعليقات