هل أنت كثير القلق ؟؟ و تعاني من الكسل و النعاس ؟؟؟


التذمّر من كثرة التعب وقلّة النوم والشعور بالنعاس والضيق منتشر جدّا بين الناس ... لدرجة أنّك لا تجد واحدا لا يشتكي من هذه الصفات السيئة ...

وهنا أمور يجهلها الناس ويجهلها الآباء ... واشتهيت أن أقرأ كتابا يبين للناس حقيقة هذه القصص والروايات التي يعيشونها ولا يعرفون حقيقتها بله التعامل معها ...!!

ويا ليتني أجد واحدا يكتب كتابا في الثقافة الأسرية والحياتية لشبابنا وبناتنا ويرشدهم إلى التعامل الصحيح مع أولادهم وبناتهم... !!

ولمّا كنت صغيرا كنت أعاني كثيرا من الثقافة الخاطئة وأشعر أنّها خطأ ولكنّي لا أعرف ما الصواب ...!! فكنت أنام بعد صلاة العشاء مباشرة و أصحو قبل الفجر ... وكنت أشعر بالوحدة لأنّي أنام وقت استيقاظ الناس وأصحو وقت نوم الناس ...!! ولا أدري التعامل الصحيح في المشاكل والمصائب ... فكنت أشعر بأنّ هناك تناقضا كبيرا في شخصيات الناس ... من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين ولا يعرفون الوسط أبدا ...!!

فقرأت كثيرا من الكتب في هذه القصص والمشكلة أنّها لا تحاكي الواقع بل كلّها تعود لمؤلّفين ماتوا في العصور القديمة ...فيكفي أن تعرف أنّ كتابات ديوي وجيمس وفونغ قد غيّرت وجه التعليم والثقافة في أمريكا إلى الأبد ..بعد اجترار التعليم في أمريكا لكتب الأقدمين من البريطان والإسبان والبرتغال ...!!

وهذا رسّل ... يكتب كتابا في الثقافة الجنسية فينتشر الكتاب في أمريكا انتشار النار في الهشيم حتّى أعلن الكونجرس الأمريكي حظر هذا الكتاب لأنّه أدّى إلى انتشار الفاحشة بين الأخوة والأخوات وبين الآباء وبناتهم وفي الجملة انتشرت الفاحشة بين المحارم بسبب هذا الكتاب ...!!

بل لا أظلمه إذا قلت : إنّ مركز إنتاج الأفلام الإباحية في وادي البورن في لوس أنجلس إنّما أُسّس في بداية السبعينات بفعل كتاب رسّل هذا ...

ولم يعد أحد في أمريكا بفعل هذا الكتاب التعيس ينظر إلى الشهوة الجنسيّة تلك النظرة القديمة القائمة على أساس الحياء والخجل وأنّ للشهوة دورا هاما ولكنّه محدود ومختصر في بناء الأسرة والمجتمع... 

وقامت المحكمة الإدراية بفصل رسّل عن التدريس في الجامعات الأمريكية واتّهمته بنشر الفاحشة بين الناس ... ومع كلّ هذه الإجراءات الصارمة انتشر الكتاب للأسف رغما عن الحكومة الأمريكية .. وأثّر سوءا في الشعب الأمريكي وفي الثقافة العالميّة... ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ... 

وذهب هذا الأمر حتّى وصل إلى الثقافة الأمريكية في الموسيقى والغناء والرقص الكلاسيكي ...فابتدأت هذه الثقافة الأمريكية الجميلة واللطيفة بالاضمحلال على أيدي الجمعيات والحركات التحرّرية للسود ... فتحولت الموسيقى من الطرب الكلاسيكي إلى الطرب الصاخب الذي يناسب الثورات التحرّرية وناسبت سرعتها سرعة هذه الحركات ...

وانقضت تلك الرقصات الأمريكية المحكومة بلباس كلاسيكي فضفاض وزمان يحتاج إلى عناية دقيقة وملاحظات ذكيّة وإلى وجود سطح خشبي أملس يتمكّن عليه الراقص الكلاسيكي إلى رقص الهيب هوب والراب على أيدي السود المطالبين بالتحرر وكان من أشهرهم مايكل جاكسون ...

وقد ابتدأ مايكل جاكسون مع إخوته مشوارهم الفنّي التدميري للقيم الأمريكية والعالمية برقص جديد مخالف للقيم الأمريكية بل والإنسانية وكان من الداعمين لتحرّكات السود ... وكانت رقصة سطح القمر التي بثّت على التفزيون الرسمي الأمريكي شرارة أشعلت النار في الثقافة الفنّية الكلاسيكية وأصبح ملايين الناس في الولايات المتحدة الأمريكية في اليوم التالي يقلّدون هذه الرقصة وخصوصا حركة الرجوع المساوي للخلف ... وبعدها بستة أشهر فقط رقص جاكسون في قاعة روك وهي القاعة الأشهر في العالم كلّه ولم يقف عليها قبل جاكسون غير عمالقة الفنّ العالمي ... وكان وقوف جاكسون على هذه المنصّة إيذانا بعصر جديد للجيل الأمريكي الفاجر والفاحش ... ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله...

وكان هذا المايكل جاكسون غير راغب في النساء ...واتّهم بأنّه مخنّث... وبأنّه قد غيّر جلده لأجل هذا التخنّث ... وظهر فيما بعد أنّه يعاني من البرص الشديد وبدأ البرص بالانتشار من يده ولهذا كان يلبس قفّازه الفضّي الشهير لتغطية هذا المرض ...

وبعد انتشاره ... قام بعمليات لإزالة هذه البقع عن طريق تعميمها على الجسد بتحطيم الميلانين والبيوتين في الخلايا الصبغية للجلد ... ومادة البيوتين هي أساس لون الجلد كما هو معلوم ... وهو أساس مادّة زيت الزيتون كما هو معلوم .. ولعل هذا تفسير قوله تعالى ( وصبغ للآكلين ) ...

وظهر بعد هذا أنّه شاذّ جنسي كحال كثير من مشاهير هولييود ... ومات وهو يحاكم على قضايا اغتصاب بحق أطفال كان يستمتع بهم في مزرعته الشهيرة التي جعلها مقرّا للأيتام في حياته... والله أعلم بحقيقة هذه الدعاوى ...

ولو أردتُ أن أتكلّم عن حال الثقافة العربية لبكيت عليها الدم ولشهقت عليها كما شهق رسول الله صلّى الله عليه وسلم على مقتل حمزة بن عبد المطلّب ... فيكفي وجود منتج سافل مثل السبكي حتّى يخرّب جيلا كاملا ... وقد فعل... لعنه الله في الدنيا والآخرة ...... فهذ المنتج الملعون أفسد جيلا عربيا كاملا... وكان الشعرة التي قصمت ظهر البعير ...

فأخرج هذا الفاسق الزعرنة وضرب السكاكين من العشوائيات والزقايق إلى الجامعات والمدارس حتّى صارت ثقافة محمد رمضان الأزعر ثقافة جيل كامل ... 

وصارت البلطجة مساوية للرجولة ... وصار أخذ الحق بالذراع هو القانون العام لهذا الجيل ... ولم يعد للدين والقانون أيّ وجود ... وصارت المعاني السامية كالعفو والرأفة أخبارا تحكى عن سالف الأزمان ...

وحساب هذا السبكي الملعون على الله ... وعسى الله تعالى أن يصلح هذا الجيل ... ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ...

يقول أنيس منصور في كتابه عظماء : كنت أجلس مع عبد الحليم حافظ قبل أن يشتهر وكان معنا الكاتب والصحفي والشاعر الشهير كامل الشنّاوي ... وكنّا نكتب الأغاني ونلحنّها ونغنّيها بحضور عبد الحليم ... والغريب أنّنا لم نكن نشعر بجمال صوته وقتئذ ... بل كنّا لا نسمح له بالغناء كثيرا لأنّ صوته لم يكن بجمال صوتي أو صوت الشنّاوي أو هكذا كنّا نعتقد ... فلمّا اشتهر الرجل كان يذكّرني بتلك الأيّام ويقول : أتذكر عندما كنت تغنّي أمامي وتعتقد أنّ صوتك أجمل من صوتي ... كلّ ما كنت بحاجة إليه هو ملحّن كبليغ حمدي وجمهور سمّيع كالجمهورالمصري حتّى أشتهر ..!! فأين ذهب هذا الجمهور ...؟؟!!

المقصود أنّ الكتب الثقافية والعلميّة التي تفحص عن هموم الجيل وتحاول حلّها هي الكتب التي نحتاج إليها ... ولسنا بحاجة إلى كتب علم الكلام التي يخرجها الحمقى والمعاتيه كلّ يوم من بطون الصناديق المدفونة في مقابر القرن السابع والسادس عشر ...

فما لنا نحن ولهذه الكتب التي ليس بها أيّ جديد .. فيكفينا كتب التفتازاني والجرجاني وشروحات الأصفهاني والأسفار وغيرها من موسوعات شاملة ... فيجب الحجر على هؤلاء الحمقى الذين يضيّعون الأموال وطاقات الشباب في هذه الآلاعيب الحمقاء ... 

بالله عليكم ...هل مقاومة الإلحاد في هذا العصر يحتاج إلى كتاب زروق في شرح عقيدة الغزالي التي عليها مليون شرح ..أم كتاب في فيزياء الفلك أو فيزياء الذرّات أو فلسفة العلوم أو فلسفة المنطق أو تحليل لكتب داروين وهكسلي أو تحليل لقضايا الرياضيات العامة كاللا نهاية وحقيقتها ونتائجها ووجودها فضلا عن دراسة المنطق الحديث وبحث نتائجه على الدين والعقل والمعرفة ...!!

بدل أن يكتب في موضوع الاستغاثة مليون كتاب ويقوم الفيس ولا يقعد لهذا الأمر الذي قتل بحثا لأجل أنّ واحدا من التكفيريين يتستّر بغطاء الشافعية وينقل أقوال بعضهم وقد فهمها حسب عقله الأعوج لأجل تكفير المسلمين ...فليكتب لنا هذا الجاهل منشورا في حياة الشاب المسلم والقضايا التي تهمّه إن كان يقدر ... !!

أقول : إن منشورا واحدا يبيّن للشاب كيف يستنجي في الحمّام ويخلصه من وسواسه الذي شكّكه في الإسلام خير له من ألف منشور وكتاب في الاستغاثة كالذي كتبه ذلك التكفيري الجاهل ...!!

ولنرجع إلى مضمون السؤال ...ليعلم أنّ الأجساد مختلفة القدرات والحاجات .. فبعض هذه الأجساد لا يحتاج لأكثر من 6 ساعات من النوم... وبعضها يحتاج إلى 9 ساعات ... أو سبع ... وإذا لم يأخذ الجسد حاجته من النوم فسيفقد توازنه طيلة اليوم ... ويضعف عقله عن التفكير ... ولن ترتاح عضلات جسده بالمرّة .. فستبقى متوترة كأنّها لوح من الأسمنت ..

ولهذا من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها الآباء ... أنّهم يوقظون أبناءهم في وقت واحد ... ويجبرونهم على النوم في وقت واحد ... فيشعر الولد الذي يحتاج جسده إلى 9 ساعات من النوم بالتعب والإرهاق والخمول .. وسيبقى يشعر يالضيق طيلة اليوم ... لأنّ خلايا جسده لم ترتح من عملها المرهق في إنتاج الوقود والطاقة الذي يحتاجه الدماغ وقت الصحيان...

وكذلك يجبر الأهل أبناءهم على الخروج بسرعة من الحمّام ... وبعض الأجساد لا تقدر على التخلّص من الفضلات بسرعة ... بسبب ضعف عضلات الباطن أو ضعف عضلات القولون أو ضيق الدبر وغير هذا من أسباب ... فيستعجلون الولد للخروج ولمّا يخرج كامل فضلاته ... فيبقى يعاني من الانتفاخ والغازات والتعب والضيق فضلا عن شحوب لونه بسبب عدم نقاء الدم من هذه الفضلات وغير هذا من مصائب لا يعيها الأهل لاستعجالهم لولدهم الخروج من الحمّام...

فقد اكتشف العلماء أنّ القطط والسنوّريات كالأسد والنمر والفهد والهر يذهب أكثر من ثلثي دمائها إلى عضلاتها وما بقي يذهب إلى دماغها ... فإنّ لها شريانين رئسيّين يخرجان من القلب ويتّجهان مباشرة نحو العضلات ... في حين أنّهم وجدوا أنّ هذين الشريانين في الإنسان يتّجهان نحو الدماغ ( عكس الحيوانات ) فالكمية الأكبر من الدماء والأكسجين والغذاء في القطط والسنوّريات تذهب إلى العضلات والكمية الأكبر من الدماء في الإنسان تذهب إلى الدماغ ...!!

فالشريانان الصغيران اللذان يخرجان من القلب في الإنسان يذهبان إلى الجسد والعضلات و الشريانان الكبيران يذهبان إلى الدماغ ... وهذا على العكس من الحيوانات الثديّة كما ذكرنا...

وهذا يدّل على أنّ الله تعالى هيّأ للعقل كلّ طاقات الجسد ... وصحّ ما يحيكه طلاّب الثانوية العامة من أنّهم يشعرون بالتعب عند القراءة وبالارتياح عند اللعب ... لأنّ العقل يستعمل أكثر حاجات الجسد من الغذاء والأكسجين والدماء عند القراءة ويستعمل الكميّة الأقلّ عند اللعب ...

فلكي يقوم هذا العقل بعمله لا بدّ من إراحة أجهزته الإدراكية عن العمل .. وبالتالي يرتاح الجسد كلّه .. لأنّ الدماء الرئيسية النتوجّة إلى الدماغ ستذهب إلى العضلات والأجهزة الداخلية فتشبع وترتوي من الدماء و الأكسجين والغذاء وهذا لا يكون إلاّ إذا كان الإدراك نائما ...

إذا فهمت هذا... عرفت أنّ سبب الكسل الرئيسي والشعور بالخمول دوما هو عدم شبعك من النوم ... فلن تزول عنك تلك الأعراض حتّى تنام وتشبع ... 

وقد راعى الإسلام هذا الجانب ...لأنّ منزله هو الله ... الخالق الخبير ... فدعا الناس إلى النوم باكرا ... وعدم تضييع الليل في القصص الفاضية ... وأجاز لك النوم ولو كان فيها ذهاب بعض الصلوات لأنّ النوم لا عتب فيه ... إلاّ إذا فرّطت عمدا بالصلاة و تعمّدت هذا ... كالذي يسهر وتذهب عنه صلاة الفجر أو من ينام بعد المغرب وقبل صلاة العشاء لكي تذهب عنه الصلاة ...

والأرق الذي تشعر به ليس مرضا خطيرا ... بل هو أمر لازم للنفسيّات كثيرة القلق ... وقد أشار الدكتور ديل كارنيجي إلى أنّ أكبر محام في أمريكا كان كثير القلق فلا ينام إلاّ قليلا فاستغلّ السهر في القراءة ومراجعة القوانين حتّى أنشأ أشهر شركة محاماة في أمريكا وذكر عشرات من القصص أبطالها لا ينامون ليلا بسب كثرة تفكيرهم ...

لكن لا ينبغي تسليم دعوى كارنيجي بالمطلق .... لأنّ الواقع يشهد أنّ من لا يشبع من النوم لن يكون صحيح العقل والسلوك في النهار أبدا .. وهذا لا يحتاج إلى دليل ... لكنه ليس مرضا خطيرا مهدّدا للحياة كما يُعتقد .. لكنّ الأرق من غير شكّ يضعف طاقات الجسد ويحدّ من قدرتك على العمل والإنتاج ..

في الرسالة الشهيرة التي بعث بها تاج الدين السبكي إلى والده تقي الدين لمّا كان في مكّة ... قال له التاج : وما رأينا بمثلك في هذا الزمن علما أو حفظا أو عملا... حتى ساويت عندنا مقدار الشافعي والثوري ...!!

فردّ عليه والده التقي قائلا :

يا بني ... هل تحسب أنّه لولا كفالة والدي لي أبلغ هذا العلم ...!! فإنه لا يتساوى العمل والتحصيل معا ...!! فأنا إذا أردتُ أن أكتب شيئا أو أعقل أمرا فإنّما أنام وأرتاح من الأعمال كلّها... وبعد هذا أنظر في المسألة و أكتب ما أريد ...!!

وهذا بيان قوي من السبكي ... فمشغول الذهن والناعس كيف سيكتب أو يؤلّف ...!! وكيف سيفكّر بطريقة صحيحة وهو لم يشبع من النوم ويشغله الجوع والتعب ...!! 

ولأجل زيادة الذاكرة وتقوية الحفظ فقد قرأت كثيرا لأهل العلم وقد أتوا بأشياء صحيحة علميا وأشياء مضحكة ... مثلا :

يقول الغماري : ولأجل زيادة قوّة الذاكرة فعليك بالابتعاد عن شرب الشاي فإنّه مذهب للعقل ...!! 

فقوله عن الشاي خطأ رأسا بل العكس هو الصحيح لأنّه مضاد للأكسدة ... وباقي ما حكاه خطأ أيضا عدا قوله : عن الزبيب فهو منشّط للجسد من غير شكّ بسبب مجموعة الكومبليكس وقوله عن الحصا لبان وهو الروزميري أو إكليل الجبل فهو قول صحيح ودقيق لأنّه موسّع للأوردة ممّا يزيد من زيادة تدفق الدم إلى الدماغ ...

وقد سئل سيّد الحفّظ عن سرّ قوة ذاكرته أقصد الإمام البخاري فذكر بأنّه لا يعرف سببا لهذا ... لكنّه كان كثير المعاودة لما يحفظه وكان شديد الحرص على الحفظ والطلب ...

وذكر الغزالي كلاما كثيرا عن الذاكرة وفي أغلبها لا يخرج عن طراز ما هو مشهور في أيّامه كما أعادها ابن الجوزي وكذا ابن تيمية والسيوطي وابن القيم وغيرهم ...

ولزيادة الحفظ علميا عليك بالتالي :

1- أن تقيس قوّة دمك ... وكثافة الحديد ... فإنّ من أشهر مسببات ضعف الذاكرة هو ضعف الدم ... لأنّ الدماغ لن تصله الدماء والأكسجين والغذاء إلاّ بشق الأنفس ..وضعف الدم هو السبب الرئيسي للتعب والنسيان والاكتئاب والضعف العام للجسد ... 

2- أن تعلم أنّه لا يوجد شيء اسمه قوّة الذاكرة ... بل يوجد شيء اسمه خلو انشغال الذاكرة عن كلّ شيء عدا ما تريد حفظه ... تماما كذاكرة الكمبيوتر ... فإنّك مهما شغلتها بالترّهات والكلام الفاضي فلن تتسّع لجفظ الكتب المهمّة ...!! 

3- عليك بالنوم جيّدا وبالأكل جيّدا ... وبعدم التفكير بما يشغلك أقصد اأن لا تفكر بالتافه و الحقير من الأمور ...

يقول جان جاك روسّو في الاعترافات: ولم يكن شيء أصعب عليّ من الحفظ ... وخصوصا حفظ القصائد اللاتينية ... ومع هذا فكنت أحفظها لأجل أن أقوّي ذاكرتي ...

ويقول أمرا مضحكا :

يقول : وكنت أقرأ في كل العلوم ... وبعد أربع سنوات لم أخرج بكلمة واحدة ...!! فعرفت أنّ طريقتي في القراءة خاطئة ... لأنّه يجب أن أربط العلوم ببعضها لأنّها متشابكة لكن بعد أن أصل إلى النتائج وليس أن أربطها مرّة واحدة قبل أن أفهمها أصلا ...!!

ويقول : وكنت إنسانا غبيا جدّا ... ولم يرني أحد قط ووصفني بالذكاء ... وكنت كسولا جدّا ... ولا أعرف لي ميّزة غير حبّ الراحة والجلوس في الغابات للتأمّل ...!!

و كان يضربني كلّ من عملت عندهم ... حتّى أنّني لم أعد أشعر بالألم من كثرة الضرب ...!! 

ومن شدّة حمقي وبلادتي ضيّعت فرصا كثيرة في حياتي ... فمرة أغلقت عليّ إحدى الفتيات باب البيت وأغرتني بنفسها ... وكنت دائم التفكير بها وأتمنّى لو أنّني قبّلت يدها ... فلمّا وصل الأمر إلى ما أريد خشيت أنّني لم أعرف حقيقة مرادها ... وبعد أن ملّت الفتاة من غبائي خرجت قائلة :

أنت جميل جدّا يا روسّو ... لكنّك للأسف في غاية الحمق والبلادة ...!! وبعد ثلاثين سنة أي وقت كتابة هذا الكتاب أبكي على تلك الفرصة الضائعة فقد كنت أعشق تلك الفتاة إلى حدّ الجنون ... فهل حقا كنت بتلك الدرجة من الغباء ...!!

ويقول رسّل في ذكرياته : وعند قراءتي في أيّ علم غير علم الرياضيات أكون غبيّا كأيّ غبي في هذا العالم ... ولولا الرياضيات لما ذُكرت في مصاف العلماء يوما ...!! فكم كنت أكره دروس اللغة اللاتينية والأدب وغير هذا من علوم لا أدري ما الفائدة من تدريسها لطلاّبنا ...!!

يقول الإمام المراغي :

ولم أكن أفهم شيئا في علم النحو والصرف ... وقرأت الكتب والحواشي فلم أفهم شيئا ... فأخبرت شيخ الأزهر بهذا ... فعطف عليّ وأهداني متنا في النحو ... فقرأته مرّات كثيرة ولم أفهمه ... فرجعت إليه وأخبرته بأنّني لم أفهم هذا المتن .. فأهداني شرحا عليه ... وقرأته ولم أفهمه ... فرجعت إليه وأخبرته .. فأعطاني حاشية على الشرح .. فقرأته و ما فهمته ... فرجعت إليه وأخبرته بأنّني لم أفهمه فأعطاني تعليقة على الحاشية ... وقرأته مرات كثيرة وما فهمته ...

فلمّا رجعت إليه وأخبرته بأنّني لم أفهم تعليقة الحاشية قال لي بصوت عظيم سمعه كل من في الأزهر :

أعملك إيه ... يا حمااااااااااااار ...!!

فيقول : وبعد هذه البهدلة تعبت جدّا في التحصيل حتّى صرت أعلم الناس في النحو والصرف ...!!

المقصود : لا يوجد شيء اسمه غبي وبليد ولا يفهم إلاّ بنسبة ضئيلة جدّا .. يقدّرها العلماء بنسبة 1% للعبقرية أو 1% للغباء ... يعني : 98 % من الناس ذكاؤهم واحد وإنّما يختلفون ويتفاوتون بالتعب والتحصيل ... وبالمناسبة هذا هو رأي أفلاطون في الذكاء .. فكان يقول : الذكاء عند الناس واحد ولكنّهم يتفاتون في التحصيل..

وذكر عين هذا الكلام السبكي الكبير في الدرّة المضية فذكر أنّ الذكاء واحد لكنّ الناس حسب ما يشغلهم .. ولهذا انقسم الناس إلى مجتهد ومقلّد ... ونحن مقلّدون في الصناعات وإن كنّا مجتهدين في الدين ... 

تعليقات