معلومة مفيدة جدا لك أيتها الأنثى..!!!


اعلمي أنك لن تجدي رجلا (ولا أتحدث عن أشباه الرجال) يرغب فيك لأنك [قوية]، أو [مستقلة]، أو [حرة]، أو [طالبة علم]، أو [ذات شهادة عالية]، أو غير هذا مما يخدعك به دعاة على أبواب جهنم، من المحجبات والمنقبات والأكاديميات المسترجلات والنسويات، وكذا بعض أشبه الرجال..

وإنما سيبحث فيك الرجل عن [الدين]، و[الحياء]، و[الجمال]، و[النضج]، و[الماضي النظيف]، و[مهارة البيت]، و[الأنوثة].. لماذا؟ لأن فطرة الرجل كذلك، والفطرة قد تتشوه وتنحرف، لكنها لا تتغير أبداً، ولذلك حين يجد الرجل في المرأة [الجرأة] و[الاستقلال] و[الندية] و[الاندفاع] وما يشبه هذه المعاني، ينفر منها، لأنه يشعر أنه يتعامل مع رجل وليس مع أنثى، وهو إنما يبحث عن الأنثى..

بل حتى القرآن الكريم، حين تحدث عن علة خلق المرأة، قال: [خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا]، فهذا الحرف [لتسكنوا إليها]، قد جمع تلك المعاني كلها التي ذكرتها لك، لأن الرجل لا يسكن إلى زوجته إلا بذلك، وبقدر ما تكون فيها هذه المعاني وفيرة وساطعة وثرية، تكون سكينة الزوج إليها، ورغبته فيها، وحبه لها..

فإياك وهؤلاء الذين يبيعون لك الوهم، هؤلاء الذين يخونون الله ورسوله في توجيهك تحت شعارات برّاقة وألفاظ منمّقة..

وبعد: فالكلام هنا موجه للعاقلة الناضجة، وليس لغيرها...

واعلمي أن ما يسمى بالثقافة الجنسية وما تعلق بعملية الجماع، كل هذا ليس من ابتكارات هذا العصر ولا هو من بدع الثقافة الغربية... بل هذه الثقافة الجنسية وما يرتبط بعملية الجماع موجودة من قديم الزمان وبين كثير من الأمم والشعوب... وفي الحضارة الإسلامية أُلفت الكثير من الكتب "الجنسية" حتى في جزئيات لا يظن كثير من المسلمين اليوم أن أسلافهم تكلموا فيها، وذلك لعلمهم أن استقرار الحياة الجنسية بين الزوجين عنصر مركزي لاستقرار الحياة الزوجية والأسرية والاجتماعية.

كل ما في الأمر أنك لا تقرأ تراث أسلافك... وكل ما في الأمر أن هذا العصر انفجرت فيه موجة التدين الأعور، فيظنون أن هذا الجانب لا يليق بالمتدين القراءة فيه لتنمية مهاراته مع رفيق الزواج!!

و لا يفوتني أن أذكرك أنه من أجمل الرومانسيّات المعبرة التّي يمكن أن يفعلها الزوجان: تبادل الهدايا. ذلك لأنّ الهدية تختصر الكثير من الكلام، وتصور الكثير من المشاعر، وتعكس الكثير من الأشواق. فرسالة الهدية التّي ينشد المهدي إيصالها إلى شريكه هي: أنا أفكر فيك كثيراً، أنا مهتم بك جدّاً، أنت معنى كبير في حياتي، أنا حريص على البقاء معاً حتّى لحظة الموت. ولهذا كانت الهدية بين الزوجين من أعظم أسباب توطيد المودة بينهما ورفع منسوب الحب في القلب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا". والهديّة بهذا الاعتبار لا تتعلّق بقيمتها الماديّة، بل بإيحاءاتها النفسيّة والعاطفيّة.

و اعلمي أنه مهما تقدم بك العمر، لا تقبلي الزواج في بيت فيه إخوة وأخوات، فالمعاناة تنتظرك، ثم إما تحملها وإما الطلاق، ولا تخدعي نفسك بأن أجدادنا كانوا وكانوا، فالزمان غير الزمان، والنفوس غير النفوس.

ثم إن تدين الخاطب مهم جدا وضروري جدا، لكنه ليس كل شيء، بل لابد من مراعاة أمور أخرى، كمستوى نضج عقله وشخصيته، ومدى قدرته على توفير مستوى معيشة مقبولة.

أما إذا كنت من صاحبات الكتاب ونهم العلم، فالحذر الحذر الزواج من شخص -ولو كان ملتزما جدا- أقل منك مستوى علما وثقافة، لابد مع مرور الوقت أن تشعر بالنفور منه لسذاجته.

و لَأن تعيشي عمرك كله بلا زواج خير لك مليون مرة من الزواج بشخص ضعيف الشخصية، لا يزال خاضعا لسلطة والديه، يسمح لهم بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ماذا ينتظر من العذاب معه!

و في الختام إن كنت مقبل على الزواج، اسمع مني هاتين النصيحتين عسى أن تحمد عاقبتهما:

✓ من أول يوم ضع نظاما واضحا بينك وبين زوجك، ولا تقل سأفعل فيما بعد، أو ستفهم هي بنفسها، وهذا مثل: المنزل ليس حديقة عمومية، بل لا يدخل إلا أهل الثقة. ومثل: الطعام واللباس يكونان ملتزمين ببرنامج شغلك، ومثل: العناية بمظهركِ ورائحتك ضرورة قصوى. ومثل: أسرار البيت ممنوع منعا قاطعا أن تخرج إلى أهلك فضلا عن صديقاتك.

✓ راقب شخصية زوجك، ادرس طباعها، وحدد أنماط تعاملها معك، المفترض أنك خلال ستة أشهر إلى عام ستكون قد رسمت صورة واضحة جدا عنها، وحينها، إن وجدت الأمر مناسبا لك: زوجة تحترمك وتقدرك، لا تحاول أن تمارس معك دور السلطة، لا تعاملك معاملة الند للند أو رجل مع رجل، واعية بطبيعة ومتطلبات الحياة الزوجية، هنا احمد ربك وحافظ عليها، وهناك احتمال كبير جدا أنك ستسمر معك عمرك كله في استقرار وسعادة بنسبة كبيرة. أما إن وجدتها عنيدة، متسلطة، لامبالية، تقلل من احترامك وقيمتك، تنسى أنها الزوجة وأنت الزوج، فهنا لابد أن تفكر مليا في التوقف وعدم الاستمرار معها، فالاستمرار مغامرة خطرة جدا، ولا تخدع نفسك بالقول غدا تكون الأمور بخير، فبعيد جدا أن تكون بخير، لأن المشكلة هنا ليست فرعية مثل كونها لا تحسن الطبخ، أو لا تهتم بزينتها أو ما يشبه هذا، فهذه يمكن إصلاحها، المشكلة هنا أصيلة ومركزية وهي طبيعة شخصيتها، وتغيير الشخصية ليس سهلا، وأنت لست مؤسسة إصلاحية، ولن تعيش مائة عام، ولست خاليا لا شغل لك إلا إصلاح شخصيتها المنحرفة.

رحم الله ذاك الرجل الذي قال لزوجته وقد كادت أن تتحول يومياتهما لمشاكل دائمة: اسمعي، عمري 40 سنة وإذا عشت سأعيش 20 عاما أخرى وما يقاربها، ولا أحب أن أعيشها في الصراعات والهموم والمشاكل، وهناك حلان لا ثالث لهما، إما استقيمي معي وإما لنتوقف هنا الآن، وكل واحد يذهب لحال سبيله.




تعليقات