يضعف عظمك ويقلّ كثافته ليصل لنصف كثافة ابن العشرين ، ويقلّ وضوح رؤيتك للأشياء من حولك لحد 100 سنت ، في حين أنّ ابن العاشرة يرى الأشياء بدقّة لحدّ 7 سنت فقط ، فمع الأيّام يقلّ وضوح الأشياء في عينيك ويخف شعورك بجمال الأشياء ،
وتتجمّد عدسة عينك ، فلا تعود تطوف كما السابق من عهدها ، وذلك بسبب تيبّس عضلات العين ،
أمّا المفاصل فستبدأ تشعر بوجودها ، فإنّ أيّ عضوء من جسدك تشعر بوجوده فهذا يعني أنّه مريض ، فتبدأ التكلّسات والتكسّرات والتشققات في هذه المفاصل ، وخصوصا الركب والرقبة والظهر ، وإذا كنت رشيقا خفيف الوزن بارز العضلات بحيث تحمل عن المفاصل ثقل الجسد وكثافته فأين ستذهب من الروماتيود .؟؟
والفرق بين التهابات المفاصل العادية والروماتويديّة ، هو أنّ الروماتويد لا علاقة بوزنك وعضلاتك ورشاقتك بحدوث الالتهاب في المفصل لأنّه بباسطة معركة ناشبة بين مفصلك ومناعتك ، فالمناعة هي التي تهاجم هذه المفاصل وتزيد من الالتهابات وتفاقم حالها ،
ودخولك يا ابن الأربعين للحمّام ليس كدخول ابن العشرين ، فعضلاتك يا حبيبي ضعيفة ، وعليك الجلوس طويلا على المقعدة ،وتبدأ البواسير بالظهور ، وهذا أمر طبيعي ، وتبدأ الغازات بالظهور في البطن ، وينتفخ القولون ، ويضايق الححاب الحاجز ، فيضايق هذا الأخير قلبك ، ورئتيك ، فتشعر بأنّك على وشك الموت بسبب الضيق ، وهذا كلّه بسبب الإمساك ،
ولا تعود الكلية قادرة على أداء وظيفتها كالسابق ، فيتكاثر حمض البوليك في جسدك ، ويبدأ يتجمّع حول مفاصلك وخصوصا أصباع القدمين والرجلين والأنف والأذن ، وتبدأ تعاني من النقرس ، والغريب أنّ الأطبّاء يحرّمون أكل اللحوم على مرضى النقرس ، ولا أعرف إيش علاقة البوليك باللحوم ، نعم البروتينات قد تساعد في زيادة هذا المرض لكن ليست اللحوم الحمراء ، بل اللحوم البيضاء وخصوصا الأسماك ، وكل اللحوم يا حبيبي ولا ترد على أحد ، اجتنب أكل البنكرياس والكلية والأسماك ، وباقي اللحوم كلّ منها ما تشاء لكن بقدر ،
أمّا عمودك الفقري ، فسيصير مثل لوح الخشب ، ويعرف طبيّا بمرض تيبّس فقرات الظهر وهذا يصيب أغلب الناس بعد الأربعين ، وإن لم تكن عارفا بكيفيّة تليين هذا الظهر الخشبي فأبشر بالديسك والتعوّجات الظهريّة ومش عارف إيش ،
أمّا سمعك فسيخفّ تدريجيا ، حتّى لا تسمع شيئا في آخر عمرك، وهذا كلّه بسبب تيبّس الركاب ، فهذه الركائب العظمية تعمل رسولا بين الماء في الأذن وبين طبلتك ، والسبب في هذا هو تيبّس هذه العظام ، لا تتحرّك كما السابق ، وهذا بسبب نموّ أشياء غريبة عليها تمنعها من الحركة ، يعني باختصار ( ضعف سمعك أمر مقصود بالخلق أصلا ) فجميع الأمراض التي تنشأ بعد الأربعين ، أمور مقصودة في خلقك ، يعني الله هو الذي خلقها ، فلو شاء أن تستمرّ هذه الركائب تعمل لما خلق لها شيئا يشبه الكلس يظهر عليها من لا شيء، ليوقف حركتها ، فسبحان من هدّ قوّة الشباب وجموحهم بهذه اللبائن القاتلة ، وكم أضحك حين أقرأ وراء كلّ ضعف ينشأ بسبب هذه الأمور الغريبة التي توصف طبّيّا ( لا أسباب لها ) ..!!
لا يا حبيبي لها سبب ظاهر وهو الله سبحانه ، فلا هم يتوبون ولا هم يتّقون لقاء الله بتوبة نصوح ، فهل نسمع لابن العشرين حين يصل للأربعين ( ربّ أوزعني أن أشكر نعتمك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لي في ذرّيتي إنّي تبت إليك وإنّي من المسلمين ) .
أمّا البروستاتا ، فأهلا وسهلا بمرضها الذي يصيب ثلثي من يبلغ الأربعين ، فما بالك بمن بلغ الخمسين أو الستين ، ..!!
ببساطة ، مصدر نشوتك السابق وفرحك بالنساء ، تصير أكبر همومك في الأربعين ، كحال من يركب سيّارة فارهة فرحا بها ، فيدخل سوقا مزدحما جدّا ، ولا يجد مكانا ليركن سيّارته بها ، فتصير السيّارة فجأة همّا يريد التخلص منه ، فيقعد ساعة وهو يبحث عن مكان مناسب لها ، لكن لماذا تلتهب هذه البروستاتا وتتضخّم فجأة .؟؟
وكالعادة ، لا نعرف سببا لهذا ، يا حبيبي قلنا لك : الله هوالسبب ، ولكنّكم قوم تجهلون ، ما قبل الأربعين سنّ الجسد والشهوة ، وما بعد الأربعين سنّ العقل والعفّة ، ويلكم ألا ترون ما يجري في أجسادكم ،.؟؟ قال تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .الآية .
والأمر المضحك أن كثيرين يحبّون هذا المرض، لأنّ التضخّم يجعلها ضاغطة على الحيوصلة المنوية وعلى جي اسبوت ممّا يجعل ذكره دائم الانتصاب ، ومفرط الشهوة ، وهذا يعرف بشهوة الالتهابات التناسليّة، فأيّ التهاب يصيب الأعضاء التناسلية يؤثّر على حساسية هذه الأعضاء بشكل عظيم ، وبعض الناس يفقد شهوته القوية بمرحلة ما من عمره ، فيفزع لهذا جدّا ، ويصير يراجع الأطبّاء ،
وفي الحقيقة هذه هي قدراته أصلا ، فما فقد شيئا ، لكن الذي لم يكن يدور في باله أنّ شهوته التي تشبه الثور كانت بسبب التهاب البروستاتا وقد يستمرّ هذا الالتهاب وتلك الشهوة البهيمية لعشرين سنة ولا يشعر بهذا ، فيشفى من هذا الالتهاب وتزول معها تلك الشهوة التي تساوي شهوة عشرة رجال مجتمعين ، فيعتقد أنّه مريض ، لكن في الحقيقة قد كان مريضا وطاب ، ..!!
فاعجب من خلق الله كيف يكون ، فسبحان الملك العزيز، لكنّي أنصحك ألا تفحص أبدا بالمنظار هذه الغدّة ، فقد سببت أمراضا أعظم بكثير ممّا يسبّبه التهاب البروستاتا وتضخّمها ،
أمّا جمالك وشبابك ، فاقرأ عليهما السّلام ولتعلن انتهاء اللعبة يعني جيم أوفر، فيبدأ الجسدى يفرز شيئا يطلق عليه في الطبّ الجذور الحرّة ، يعني تصير الخلايا لا تقدر على تصريف السموم ، فتتجمّع في داخلها ،وتبدأ سلسلة طويلة من التلف، فيصير الجلد الليّن الجميل باهتا ومجعّدا بسبب هذه الجذور ، وتبقى العمليّة مستمرّة إلى حين امتلاء الخلايا بها فتموت ، وتتوقّف عن الإنتاج ، وهذا كلّه بسبب ما يعر بالألياف الكولوثوجية التي لا نعرف أسباب ظهورها والتي تجعل الجلد اللّين أشبه شي بالكوشوك ، وهي التي تسبب تجاعيد الجلد وتمدّده ،
أمّا لسانك ، ببساطة شديدة ، نصف براعم التذوق عندك تموت ، يعني لذّة الطعام والشراب تكون على النصف من ابن العشرين ، وابن العشرين المدخّن حاله كحال ابن السبعين ، لأنّ هذا الدخان يعمل طبقة على هذه البراعم يمنعها من الإحساس بالطعم ، فلا لذّة للمدخنين ، وإن وهموا حصولها ،
أمّا الشعر ، فالشعر واحد عند جميع الناس لا اختلاف بينهم أصلا ، لكن كونه ناعما أوخشنا أو طويلا أو قصيرا أو كثيفا أو خفيفا ليس بسبب عدد الشعر أو بصيلات الشعر بل بسبب شيء يُطلق عليه طبّيا ( درجة ميل الشعرة ) وهو يعرف اصطلاحيّا ببصمة الشعر ، فهي تساوي بصمة الإصبع ، فلا يوجد إنسانان لهما درجة ميل واحدة ، فسبحان الله ،
وحتّى شعر العانة أو شعر الإبط فكذلك لا يختلفان عن شعر الرأس إلا بدرجة الميل ، لا بنوع الشعر أو نوع البصيلة كما يعتقد كثيرون ،
وشعر العانة والإبط ، ينتشر فيهما خلايا عرقيّة كثيفة ، وهذه الخلايا تنشط جدّا أثناء الجماع ، وخلايا الحيوانات تفرز العرق أضعاف ما يفرزه الإنسان ، وخصوصا في الجماع ، ولهذا يجد العلماء أنّ المرأة يجذبها رائحة شهوانيّة الرجل ، وكذا الرجل بالنسبة لانجذابه للمرأة ، فيكون لها رائحةمميّزة يعرها الدماغ ويثور لها الجسد ، تماما كما يجذب ثور المسك برائحة عرق الأنثى ،
فلكلّ رجل وامرأة رائحة عرق شهوانيّة ممّيّزة جدّا، وبعد أيّام من الزواج تصير رائحة الزوج نفّاثة جدّا للمرأة ، فتثار بسرعة من الزوج إذا شعر الزوج بالهياج الجنسي عليها ولو دون أن يكون له قول أو فعل ،
والجنس القوي ينتهي في بداية الأربعين، فإنّ بداية نهايته في الأربعين ، فالجنس يعمل بكلّ الجسد ، لا بجزء منه فقط ، وهذه من اكتشاف ميشيل فوكو العجيب ، وهو أبو الحنس كلّه في القرن العشرين ، هذا فوكو كتب كتبا كثيرة عن تجاربه الجنسيّة فقط ، ..!! فقد كتب كتابا باسم جنس الجسد ، أثبت فيه أنّ الجنس متعلّق بخلايا الجسد كلّه ، أي من العين إلى القدم ، ولعلّ هذا السبب في عقوبة الرجم التي تشمل الجسد كلّه ، ليذوق العذاب بكلّ جسده كما ذاق اللذّة بكلّ جسده، فالرجم لا يساوي الموت ، بل الرجم يساوي العذاب ، والموت إنّما يكون بسبب عذاب الرجم ، وهذا معنى قوله تعالى : ليذوقوا العذاب ، .
أمّا حالتك الدينيّة ، فتعسا ثمّ تعسا لفاسق وفاجر وسكّير عربيد بلغ الأربعين ولم يتب ، ويلك ،ماذا بقي لك من جسدك للتصابى به .؟؟
فالرزيّة كلّ الرزيّة على من يستمرّ للسبعين وهو كافر بأحكام الدين ، لا يعرف حلالا ولا حراما ، كنتُ جالسا مع واحد سبعيني بنى بيته بالربا ، وكان معنا دكتور في الجامعة يريد أن يبني بيتا ، فقال له السبعيني : فلتأخذ قرضا ربويّا من البنك لبناء البيت ، وكان راجعا من الحجّ قبل بضعة شهور.؟؟
فقلت له : يا رجل اتّق الله ، ألا يكفي أكلك للحرام وتريد ترويجه أيضا ..!! فسكت وقال : معك حق ، لكن هذا أمامي فقط، وبقي يدعوه لأكل الحرام جتّى أكله وشربه وبنى بيتا من الربا ، ..!!
ولا يهمّني من هذا كلّه غير حالتك النفسيّة : يعني مش فاهم ، تبقى على وفق وضع واحد من يوم أن تلدك أمّك إلى حين موتك ، والله إنّك لغبيّ كبير،
من لا تتغيّر نفسه بتغيّر جسده فهذا مشكلة كبيرة ، العمر والتجارب والعلوم والبيئات والأشخاص والأحوال أسباب فاعلة في تغيير نفسك ، غاضب أبدا ، حانق أبدا ، حاقد أبدا ، مريض نفسيّ أبدا، ويلك إيش تعلّمت من حياتك إذن .؟؟!!
أعرف واحدا سبيعنيّا كان متكبّرا جبّارا له قلب مثل الحجر والشجر ، قد صار بعد السبعين ليّنا هيّنا سمحا متواضعا ، كيف لا يصير كذلك وقد ذهبت قوّته وزالت أسباب كبره وجبروته ، ..؟؟!!
على كلّ حال ، عمر الأربعين عمر التوبة إلى الله ، عمر الصلاح والتقوى ، لا عمر الشهوات ، لا عمر المعاصي ، هو عمر الطاعة والرضوان ، فلا تبدأ عمر الأربعين بغير توبة نصوح ، وقل دائما في صحوك ونومك ، ( ربّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ) .
