فقد الرغبة الجنسيّة عند الفتيات، وتأثير هذا المرض على الأبناء!!!


صار الرجال في هذه الأيّام يجبرون نساءهم على الولادة القيصرية ، وذلك لأجل المحافظة على مهبل المرأة سليما من أيّ توسّعات أو تشقّقات بسبب الولادة ، ولتوفير شيء من المال الذي ينفق على أدوية التضييق المهبلي ،لكنّنا لا نجد هذه الرغبة في المحافظة على الجسد الجنسي عند النساء ، فمجرّد الولادة يصير الزوج في البيت كالمتاع الزائد ،

وهذا البرود أو عدم الاهتمام الجنسي لا نجد له مثيلا كما عند العربيات ، فالأبحاث الغربية تؤكّد أنّ المرأة الأمريكية أقوى نساء العالم جنسيا ، وتبدأ اللائحة بالنزول مرورا بالغرب إلى أن نصل إلى العربيات ،

وأطبّاء العرب لا يُطلقون اسم البرود الجنسي على هذه الحالة العامة ، لأنّ المشكلة عند نساء العرب أعظم من هذا ، فصاروا يُطلقون عليه اسم ، فقد الحسّ ، وهذا مرض أعظم من مرض البرود الجنسي بمراحل ، فهو أعظم من البرود ، هو فقد للحسّ..!!

إذن ، هناك مشكلة جنسية حقيقية في منطقة الشرق العربي ، ولتسألوا القضاة والمحامين عن حقيقة المشاكل بين الزوجين ، فإنّ أكثر هذه المشاكل راجعة للأحوال الجنسيّة بين الزوجين ،وخصوصا الزوج ،

والمشكلة الجنسيّة تبدأ من وقت الطفولة ، ولا تنتهي إلاّ عند وضع أوّل طفل ، فلا تعود تلتفت المرأة لغير طفلها ، وهي تعكس حالها من وقت الطفولة ، تلك التربية الجنسية المبنية على العيب والحرام والشعور بالخجل المفرط من مجرّد طرح موضوع الجنس ، 

فالطفل يبدأ بالتعرّف على جسده في مرحلة مبكّرة جدّا ، فبعض الأطبّاء يؤكّدون أنّ الطفل يبدأ بالبحث عن أطراف جسده في بداية الإدراك ، وقد يعي مبكّرا جدّا المناطق الجنسيّة في جسده ،

وتبدأ مرحلة الارتباك المعرفي عند الطفل ، بين ما يجب كشفه وما يجب ستره ، والحدود الفاصلة بين العيب والمباح ... فمن أكثر الأسباب التي تؤدّي إلى التشوّه الجنسي عند الطفل ، وفقدان هويته الجنسيّة هو عدم إدراكه لحقيقة تلك الأعضاء ...

وتبدأ تلك الأعضاء بالنشاط في بداية السابعة وقد يحصل نشاط عند السادسة أو الخامسة في بعض الأحيان حسب القدرات الإدراكية عند الطفل ،

وقد ثبت طبّيا أنّ نسبة ضياع الهويّة الجنسيّة تزيد أضعافا كثيرة في حالة فقدانه للموجّه التربوي ، وخصوصا إذا كان محاطا بغير جنسه ، فقد تنطبع الحالة الأنثوية في نفس الطفل وتؤدّي إلى ضياع هويته الذكورية ، أو العكس في الهوية الأنثوية،

فقد ذكر الدكتور أوسم وصفي وهو ممّن له أبحاث محترمة في هذا المجال أنّ من أهمّ عوامل الضياع الجنسي لدى الأطفال من خلال خبرته الطويلة هو عدم قدرة الطفل على التفريق بين الطبيعة الذكورية والطبيعة الأنثوية في بداية إدراكه لتلك الأعضاء، ويزداد الأمر سوءا جهل الأمّ بالثقافة الجنسيّة والتربوية ...فقد ترى في طفلها اللطيف الذي يملؤ عليها البيت ،فتاة تساعدها في أعمال البيت وتملؤ جانبا مهمّا من شهوتها ناحية جنسها أي البنات ،

أحد أبطال حرب اكتوبر في مصر توفي ولده بالإيدز ، فذهب إلى طبيبه النفسي المعالج وسأله من أين جاءه الإيدز ...؟؟

فقال له الدكتور أوسم : ذكر لي ولدك أنّك لم تجلس معه إلاّ نادرا ، فأنت مشغول بنفسك وبأعمالك وبالجنود الذين تأمرهم فيطيعوك ، وأنّ زوجتك كانت تشتهي فتاة ولم تنجب غير الذكور فاعتبرت ابنك المسكين تلك الفتاة ، فكبر الولد من غير أب يرشده لمظاهر الرجولة ونشأ تحت رعاية أمّ ترى فيه فتاة أحلامها ، ففقد الطفل هويته الذكريّة ،فهو يعيش بأعضاء ذكرية وبطبيعة أنثوية ،!! فأنت من قتله بمساعدة زوجتك ...!!

ورأيت كثيرا من الآباء يطلقون شعور أطفالهم حتّى تتجاوز الأكتاف ،ويلبسونهم الأساور ... ويعاملونهم كمعاملة الفتيات تماما ، فكنت أقول لهم : من ناحية نفسيّة ابنك سيخرج شاذّا جنسيّا بنسبة 100%100 ...!! أو فاقدا لهويته الرجولية ،وإثمه عليك ...!! 

ومشكلتنا الحقيقية في الثقافة العربية ،ثقافة مشوهّة تماما ، ومليئة بالتقيّة والنفاق ، فيكفي أن يسأل الطفل والده بعض الأسئلة الجنسيّة حتّى تبدأ فنون الجهل والغباء والحمق بالظهور لدى الأب ، فيبدأ ذلك الوالد الجاهل بتحريف السؤال وبزجر الطفل وبإهانته ، وقد يشوّه له المسألة برمّتها ...!!

ينبغي على الوالد تبسيط المعلومة للطفل لكن من غير تحريف ، وينبغي أن لا يخجل الأب من هذه الأسئلة ومن هذا الموضوع بالذات ، فليس فيه ما يخجل ،ويا ويلي من جاهل يخجل من سؤال ولده كيف جاء إلى هذه الدنيا ...!!

فقد ذكرأحد الأطبّاء أنّ أحد الأطفال سأل والده كيف جاء إلى هذه الدنيا ...؟؟ فأجابه والده قائلا : لقد زرعنا بطّيخة تحت السرير فخرجت منها صباحا ...!! 

وفي اليوم التالي تفاجأ ذلك الأب الأحمق بأربع بطّيخات تحت سرير طفله ...!! لأنّه يريد أربعة أخوة يلعب معهم ...!!

وقد وجدتُ أنّ غير المثقّفين وما أكثرهم وأغلب السلفيّين للأسف ينشرون الجهل والنفاق بين أبنائهم ،ويظهر أنّ هذا حال كثير من الشيعة أيضا ، وقد أضرّوا جدّا بمجتمعاتنا وزادوها سوءا ،فخرج هذا الجيل بخلفية معلوماتية باطنية لا يمكن كسرها أبدا ،

فقد صارت من الضرورات في عقل أبنائهم ، فالشيعة كفّار والسنّة نواصب ملاعين وهذا أردني وذلك سوري وهذا مصري وذلك عراقي ، وتبدأ سلسلة من الضرورات المعرفية يحشيها ذلك المجرم الجاهل في عقل طفله المسكين ، بله حديثنا عن الثقافة الجنسيّة لدى الطفل فالحال لا يختلف كثيرا عن الجنون السابق ،ولا يدري خطورة موقفه المرتبك أمام طفل يصوغ المعاني ويبرمجها في عقله ،

في إحدى الدول بلغت نسبة الاغتصاب لحدّ ربع الأطفال .، وهم يقصدون بالاغتصاب المعنى العام للكلمة ، ويرجع المختصّون هذا إلى خجل الأب والأمّ من تحذير الطفل وتوعيته لتلك الأعضاء ،

فأين الخجل من تحذير طفلك من كشف عورته أمام أحد من الناس ،وأنّه لا ينبغي لأحد كائنا من كان أن يلمس تلك المناطق ، وأنّه لا ينبغي له أن يقلّد الفتيات ،لأنّ هناك فرقا بين الأعضاء الذكورية والأنثويّة ،والطبيعة الرجولية وطبيعة المرأة ،

يقول كولن ويلسن في كتابه الجنس والشباب والذكي :

الرجل الأمريكي يسكر ويقيم العلاقات مع النساء ويخرج من البار ولا يشعر بأيّ انفصام شخصي ، وبعض العرب ممّن قابلتهم يسكرون ويزنون ثمّ يلعنون الثقافة الأمريكية التي تسمح بالشرب وبإقامة هذه العلاقات ... !!

أليس هذا تناقضا مفضوحا يُظهر أنّ نفسية العربي لم تنضج لتتحمّل نتائج أفعالها ... فالعربي يخجل من طرح المواضيع الجنسيّة على ولده الصغير ، ويشعر بارتباك عظيم عند طرح هذه الأسئلة ، هل الجنس عيب عند العرب ، فإن كان لا ، فلماذا هذا الانفصام الحادّ في الشخصيّة إذن ...؟؟!!

قبل حوالي خمس سنوات أو أقل ، ذهبت في مهمّة رسميّة لمدّة ست ساعات بسيّارة الحكومة ، وبعد مرور أربع ساعات ،قال لي السائق : سنكتفي هذا اليوم من العمل ...

فقلت له بعصبيّة : أسكت وأكمل طريقك ...!! ونظر إليّ وكأنّه أُصيب بشيء من الرهاب ... فقال لي :

جيلكم يا أستاذ أشجع من جيلنا بمراحل ، لا بارك الله بالجهل ، فقد دمّر والدي شخصيتي ، وأكمل عليها الأساتذة ، حتّى خرج جيلنا جبانا يخاف من كلّ شيء ، أتدري أنّنا لم نكن نقدر على طرح أيّ سؤال أمام آبائنا ...!! لدرجة أنّنا لم نكن نعرف شيئا عن النساء أو الرجال فقد كنت أعتقد أمورا لا وجود لها أصلا ...!!

وهذه والله مصيبة عظيمة ، ينبغي على الأب أن يُجلس ولده في مجالسه وأن يُخرجه معه إلى بيوت أصحابه وأصدقائه ، ويجب على الوالد أن يتصدّق أمام ولده ، وأن يُري طفله أحسن الأخلاق ليتعلّم ولينشأ على أحسنها ،

فكيف سيتعلّم طفلك عادات الرجال وأنت تطرده من مجالسك ...؟؟!! وماذا سيتعلّم من أصدقائك وهم يجلسون في غرفة الضيوف يشربون الأرجيلة ويشاهدون الأفلام القبيحة على هواتفهم النقّالة ولا يسمع منك غير قبيح القول ولا يرى منك غير قبيح الفعل ...!!

يقول عبّاس العقّاد : رحم الله والدي فقد كان يأخذني معه إلى المجالس الأدبيّة الشهيرة ،وأسمع القصائد وأعي أحاديث السياسة والتاريخ ، فنشأتُ بفضل والدي على حبّ الأدب والسياسة والتاريخ ، فلولا تلك المجالس التي كنت أحضرها مع والدي ما كنت لأصير عبّاس العقّاد الذي كسر عقدة التعليم النظامي ...!!

والأمر هذه الأيّام على العكس تماما ، فقد صرنا ندعوا الآباء لعدم اصطحاب أبنائهم لمجالسهم الساقطة التي تعلّمهم الهمالة والفساد وقلّة الأخلاق ...!!

فنحن هذه الأيّام ، نعاني من أب ساقط، فينجب لنا 10 أبناء أسقط منه، وهكذا يتكاثر الساقطون والفاسدون بالتّعليم... والوراثة ،حتّى يأذن الله بهلاك جيل كامل فاسد ، فقد يصعب على المصلحين إصلاح مجتمع كامل إذا انتشر الفساد وعمّ ،فيأذن الله بهلاك آلاف من الناس، عبرة وعظة لعلّ من بقي يتوب ويرجع إليه ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

تعليقات