فمع استعمالي لجميع وسائل إزالة الروائح ،وكثرة اغتسالي ، لكن للأسف قد آذيت زوجتي وأهلي والناس من نتن الرائحة ؟؟
نعم ، هذا يسمّى بالفقه بالصنّان ، أي الذي تخرج منه رائحة قذرة ، أو الصنّانة ، وهي التي لا تغتسل ، أو التي لا يمكن معاشرتها لقذارتها ، وهي من أسباب الفسخ عند الفقهاء وخصوصا الشافعيّة ، وتعتبر من الغش والتدليس ،
وخروج الرائحة من تحت الإبطين أو بعض مواضع الجسد ليس مرضا جسديّا كما يقول الأطبّاء ، بل هو مرض نفسي ، فالصنّان والصنّانة مريضان نفسيّان ، يحتاجان لزيارة الطبيب النفسي ،
واعتباره مرضا نفسيّا بسبب طبيعة هذا المرض ، فإنّ الرائحة القذرة التي تفوح من كثير من الناس ، ما هي إلاّ غازات تفرزها البكتيريا في الأماكن الرطبة في الجسد ، وهي مطرّدة مع زيادة التعرّق ، فكلّما زاد العرق زادت أعداد تلك البكتيريا وزاد انتاجها للغازت النتنة ،
وهذه البكتيريا لا تقتلها وسائل إزالة الروائح ، ولا الصابون ، ولا الماء ، هذه الوسائل تفكّك الغازات السائلة لبعض الوقت ، قد لا تزيد عن ساعة أو ساعتين ، ثمّ ترجع الرائحة مرّة أخرى ،
فعلاج هذا المرض في علاج سببه وهو العرق ، وسببه هو التوتّر النفسي ، والقلق ، وكثرة الهمّ ، والتفكير ، والمستقرّون نفسيّا لو مكثوا شهورا ما فاحت منهم رائحة قذرة أبدا ، لأنّ المناطق الكثيفة في الجسد خالية من العرق ، غير شيء يسير طبيعي ،
ومعرفة أماكن الكثافة والضغط في الجسد سهلة ، فأيّ مكان في الجسد مليء بالشعر فهي أماكن ضغط ، مثل الإبطين ، والفرج ، وانتشار الشعر في تلك المناطق وخشونته بسبب إفساح المجال لخلايا العرق بالتنفيس عن حرارة الجسد التي تتولّد بسبب الحركة والتفكير والتوتّر ، فيبرّد الجسد عن نفسه بهذه الأماكن ، وتجد البكتيريا في هذه الأماكن مجالا لتكاثرها ،
ويلجأ الأطبّاء لعلاج هذه المشكلة للجراحة ، وهذا لا نصح به أبدا ، فيقتلون العصب بين الدماغ واليد أو بين الدماغ والإبط ، فينتهي التعرّق بالمرّة ، لكنّه يعرّض الجسد للسموم ، وارتفاع الحرارة ، وعدم قدرته على التبريد عن حرارة الجسد ، فهي خطيرة جدّا ، وبعضهم يكويه بالليزر ، وهذا غلط كما بيّنا ،
وكثرة الاغتسال مضرّ بالصحّة ، لأنّ مياهنا مملوءة بالجراثيم ، ومليئة بالمواد السامة ، وفوق هذا كلّه، المادّة الأساسية في صناعة الصابون بجميع أشكاله هو مياه النار ، وهو الملح الذي نضعه على الطعام ، لكنّه متفكّك الأجزاء ويسمّونه بالتأيّن ، فيفككونه عن طريق تعريضه للكهرباء ، فيتغيّر ليصير مياها بركانية مخيفة ، كاوية وحارقة ، فيكفي نقطة منه لاختراق جلدك إلى العظم ، فتخيّل هذه المادّة هي المادّة الأساسية في صناعة الصابون والشامبوهات ؟؟!!
ولهذا لا ينبغي الإكثار من الاغتسال ، ولو أصررت فلا تغتسل بالصابون غير مرّة واحدة في الأسبوع ، واغتسل بماء عادي ، أو بصابون مخفّف ،
فإذا أصررت على كثرة الاغتسال ، فلا تشتك إذن من بياض شعرك والتجاعيد وخشونة جلدك وظهور السرطانات ، لأنّ القاعدة تقول : ما تضعه على جلدك من مواد يساوي بالضبط ما تأكله ، أي كأنّك أكلته بالفعل ، لأنّ الجلد يشفط تلك المواد ، وتصير جزءا منك ،
ولهذا السبب أقول دائما لمن يدهن مفاصل قدميه بالكرتيزون إنّ هذا سيؤذي معدتك وكليتك كما لو أنّك قد أدخلته لشرايينك ، فبعض الناس يعتقد أنّ دهن الكرتيزون على الجلد يخفف من أضراره وهذا غلط ،
فما الحلّ إذن ؟؟
هذه الحلول للمتزوّجين ، أمّا العزّاب فليجلسوا باكين على حياتهم ، فنقول :
إذا كنت ذا رائحة قذرة وزوجتك ذات رائحة طيّبة فافعل هذا ، إذهب إلى الصيدليّة واشتر قاتلا للبكتيريا ، وهو رخيص الثمن ، وادهن به ابطيك ، وسترى بعد ثلاثة أيّام انعدام الرائحة ، فإذا انعدمت الرائحة ، اغسله جيدا بالماء، ثمّ أمسك بيد زوجتك ، وخذ العرق من تحت إبطها ، ولا تخف ، وحاول أن تأخذ من المواد الملتصقة بإبطيها ، وانقله تحت إبطيك ،
ثمّ اصبر أسبوعا ، فإذا لم تخرج رائحة ، فاعلم أنّ العملية قد نجحت ، وإذا خرجت الرائحة مرّة أخرى ، فأعد هذه العلمية مرّة أخرى إلى أن تنجح ، وهذا بسبب أنّ من لا تفوح منه رائحة منتنة ولو عرق إنّما يرجع لنوع من البكتيريا لا تنتج غازات ذات رائحة كريهة ، بل تكون غازاتها عديمة الرائحة ، ولهذا نحن نقتل البكتيريا القذرة تحت إبطيك ، ونزرع مكانها بكتيريا نظيفة ، وفي أوربا يزرعونها في المختبرات ، وعندنا للأسف لا يوجد زرع مخبري ،
فإذا لم ينفع هذا الأمر ، فاشتر شبّة ، وادهن به إبطيك ، فتزول الرائحة ، وهي المادة الرئيسية في مواد إزالة الروائح ، لكن الشبة تلك مليئة بمواد مسرطنة ، والشبة الخالية منها أقل ضررا بكثير ،
أو أحضر شيئا من ملح الليمون الصناعي ، وليس الطبيعي ، لأنّ الطبيعي مليء بالفيتامينات والمواد المغذية ، أمّا الصناعي فهو ناتج عن تعفين المتخمّرات ، وهي قتلة للبكتيريا ، وذوّبه في قليل من الماء ، وادهن به تحت إبطيك ، فهذا أهون من مواد إزالة الرائحة المسرطنة ،
أو أحضر زجاجة كالونيا ، واغسل بها إبطيك مرّتين يوميا ، فهي قاتلة ومطهّرة للبكتيريا ، ولا تسمع لمن يقول لك : هي نجاسة ، فإنّها نجسة معنويا لا ماديا ، كما يقول كثير من الفقهاء ، على خلاف الجمهور ، وإلاّ فكيف الحال في تطهير الجروح والعمليات ؟؟!!
ولا تلبس الإندر الوير ذات الإبطين ، لكن البس الخالية من الإبطين وذلك لتهوية الإبطين ، وعدم شرب الأندر وير للعرق ،
أو أحضر شيئا من الخل الطبيعي وامسح به تحت إبطيك ، فهو يعطي رائحة طيّبة ويقتل البكتيريا ،
وأخيرا ، افعل التالي بعد كلّ اغتسال ،
1- عليك أن تجفّف فرجك وتحت إبطيك وما بين الفخذين والإيليتين جيّدا جيّدا ، فلا تلبس ثيابك دون أن تتأكّد من الجفاف التام ، لأنّ الرطوبة المتبقيّة ستولّد ملايين من البكتيريا عدا أمراض الجلد الأخرى ،
2- امسح تلك المناطق بشيء من الماء وخل التفاح أو العنب الطبيعي ، فهذا مطهّر قوي ،
3-اشرب عصير الليمون ، وكل الطعام الذي تفوح منه روائح طيّبة ، وكذا العصائر فإنّها تخرج عرقا طيّبا ، كما أنّ من يشرب الحلبة تفوح منه رائحة مقرفة ، فكذا من يأكل ويشرب الطيّب تفوح منه روائح طيبّة ،
والعلاج الرئيسي هو :
توكّل على الله ، ولا تكثر من التفكير والهمّ ، ودع عنك التوتّر ، فهو أساس تلك الروائح ، ومسح تحت الإبطين بعصير الحامض والليمون ، وحلق الإبطين دوما ، وتغيير الأندر وير دائما ، فهذا يخفف كثيرا من تلك الروائح ، وإذا استعملت مزيلات الروائح فاكتف بلحسة يسيرة ، ولا تزد ، فهي مسرطنة ،
ولا تغتسل لوحدك ، دع زوجتك تغسّلك ، فإنّ الإنسان ليّن على جسده ، ولا يخرج الأوساخ ، بخلاف يد زوجتك ، فإنّها ستفشّ غلّها في بدنك ، وستنظّف جلدك مع لحمك وعظمك ، وإذا قدرت على الاغتسال في الخارج فافعل ، فإنّ يد غيرك أقوى على جلدك من يدك ، وعلامته احمرار الجلد ، أمّا الأعزب فليشتر ثلاثة كيلو من الموز ، وأوقيّة من الفستق ، وليجلس فوق مروحة السقف ، مثل القرد ، يأكل الموز والفستق ، فلا فرق ، فاحت رائحته أم لم تفح ،..!!
والله أعلم .