هل يجوز الكلام مع الفتيات بكلام عادي...؟؟


أتكلم مع فتاة أحبّها في الجامعة  بكلام عادي فهل هذا حرام ..؟؟

الجواب :

يا حسرتي عليك ... كلام عادي ...؟؟!! 

هل أنت أهبل ..؟؟ 

حالك يا حبيبي كحال  الأهبل  ( هانس أندرسن ) الذي لم يحبّ غير امرأة واحدة طوال عمره ومات بين ذراعيها وكان يخلو بها ( يوما كاملا  من كلّ أسبوع في بيتها ) حتّى شاع بين الناس ( دعارته ) .. 

وبعد موته قالت حبيبته : لم يلمسني أندرسن قط ..!! فقد كان خجولا جدا.. يكتب الشعر في ستة أيّام ويرويه لي في اليوم السابع ..!! ولا شيء بعد هذا ...!! 

وحالتك كحال هذا المسكين أندرسن ... عندما يختلي بمحبوبته ... يتكلّم معها عن أيّ شيء ... المهمّ أن يتكلّم ... فلا يهمّه نوعية الكلام بقدر اهتمامه بمن يسمعه .... 

في صباح هذا اليوم ... جلستُ على المكتب في العمل ... فرأيتُ فتاة وشابا يجلسان على بعد 100 متر تقريبا من مكتبي ... تحت أشعة الشمس ... يتكلّمان ... وبقيا يتكلمان إلى الساعة العاشرة ... وذهبت إلى الجامعة وهم على حالهم ... فهما يتكلّمان بكلام تافه ولا بدّ... لا معنى له ... 

لكنّ المعنى الذي يدلّ عليه ذلك الكلام التافه ليس تافها عند الحبيبين...فالمحب يريد شغل الوقت بأيّ شيء.. لكي لا يقعد مع حبيبته من دون كلام ... فلا يترك كلاما تافها إلاّ ويحدّثها به ...ويبتعد عن الكلام المهمّ ... فالكلام المهمّ يصير تافها في هذا الوقت ... 

يخبرنا رلكه عن شخص فرنسي حكم عليه بالإعدام بالمقصلة .... وقبل تنفيذ الحكم طلبوا منه أن يخبرهم بآخر أمنياته ليحقّقوها له قبل قطع رأسه إن قدروا على تحقيقها ... 

فقال : أتمنّى أن أتحدّث بكلام تافه في هذه الساعة ...!! 

فقالوا له : ماذا تقصد ...؟؟

قال : قبل أربعين سنة ... .. أحببت فتاة شقراء في غاية الجمال ... فكنت أتسلّل إلى بيتها ونخرج معا إلى غابة قريبة من البيت ... ونجلس ساعات كثيرة ونحن نتكلّم ... لا تحسب أنّه كلام مهمّ أو أنّ له معنى ... هو كلام تافه ... لكنّه أجمل كلام قلته في حياتي ... كم أتمنّى أن يرجع بي الزمن إلى ذلك الوقت قبل موتي .. ولو لساعة واحدة...!! 

ذكر عبّاس العقّاد ... أنّه لمّا سجن 9 أشهر بسبب شتمه للملك فؤاد الأوّل ... لم يعرف كيف سيقضي تلك المدّة الطويلة ... وأحضر معه بعض الكتب التي تحكي عن التاريخ البريطاني ... فقد كان مهتّما بالتراث البريطاني ... ويخشى الوحدة ظلام غرفته ... ولا يريد أن يخالط المسجونين لأنّهم جهّال ولا يحترمون العلماء ...

فلقيه أحد المساجين ... فقال له : ألست العقّاد الذي شتم الملك ...!! فقال له العقاد : بلى ... فقال له المسجون : أنت فخر لنا ... فتعال نتكلّم قليلا عن السجن وأحواله ... 

وبعد قليل ذكر للعقّاد أنّ القانون لا يسمح له بالاختلاء بزوجته ... وأنّه أحبّ فتاة عندما كان صغيرا وذكر أنّه لمّا اجتمع مع محبوبته لم يعرف ما يحكيه لها ... فقعد ساعة وهو ينظر إليها ...وما نطق الرجل بكلمة ... فأخذت محبوبته بيده وصارت تحكي له عن أحلامها وآمالها .... وهو صامت لا يتكلّم ... وبعد قليل قام الرجل غاضبا ... ولم يرها بعد هذا ... !!

فسأله العقّاد عن سبب هجرانه لها ... فقال : لم أكن من بين تلك الأحلام والآمال ...!!

فتعجّب العقّاد من كلامه ... وبدأ يغيّر نظرته إلى المساجين وينتبه إلى أحوالهم ... وكتب كتابا حلّل فيه نفسيّة وأحوال المساجين المعروف بالأسوار والقيود ....

والفتاة لا تحب أن تحدّث الرجل عن حبّها ... وتترك دفّة القيادة له ... فهو الرجل ... وتصغي جيّدا لكل كلمة يحكيها حبيبها ... فلا تتوقعّ أن تسمع شيئا منها في بيان حبها لك ... فقد حدّثني أحدهم أنّه قعد أربع سنوات يحب فتاة في الجامعة ... وبعد ذلك خُطبت الفتاة لشخص آخر ... فلمّا لقيها وعاتبها ...قالت له :

أنا لم أحبّك يوما ... ولا أدري كيف أوهمتك نفسك بأنّي أحبّك ...!! مع أنّها كانت تظهر له حبّها دوما ...!!

فهذه الفتاة صادقة ولم تخبر المسكين بسرّ ... بل هو أمر شهير عن طباع النساء ... فذلك المسكين لا يعلم أنّ حبييته  ترغب في رؤيته وهو يتعذّب في حبّها ... ويروي لها الأشعار في وصف جمالها ... ولا يخطر في باله أنها لا تحبه ... ولا تحب غير شعورها بالكبرياء والهياج العاطفي  ... ولو على حساب شعور ذلك المسكين .. 

وجانب المرأة العاطفي مظلم جدّا بالنسبة للرجل ... فلا يدري ماذا تريد المرأة ...؟؟ ولماذا تفعل كثيرا من الأشياء غير المنطقيّة ....فهل الحب غير منطقي أصلا ..؟؟

يقول الأديب صلاح جاهين :

رأيتُ على أحد شواطئ إيطاليا فتاة فاتنة ... تمسك بيدها كتابا .. فقلتُ : هذه الفتاة المنشودة فتاة مثقّفة في هذا الشاطئ المليء بالحمقاوات ... 

يقول :

فاقتربتُ منها ... وقبّلتها .. فقالت باللغة الإيطالية : لا ...!! 

ثمّ قبّلتها مرّة أخرى ... فقالت : لا أرجوك ..!! 

ثمّ قبّلتها ثالث مرّة .. وهي تقول : لا ..!!

فيقول :

أليس غريبا أن تقول : لا .. ثمّ تقرّب خدّها من فمي ....؟؟

 فسألتُها :

كلمة لا تعني عندكم في الإيطاليّة نعم ...!! 

فقالت : نحن النساء نرغب في إظهار التمنّع عن الحب و الجنس للرجل إلاّ أنّنا نرغب بهما بشدّة ...!! 

ذكرت الطبيبة النفسيّة والفيلسوفة سيمون دي بفوار في كتابها الجنس والآخر وهو كتاب احترافي جدّا ... :

 أنّ فتاة في غاية الجمال حضرت إلى مكتبها وهي تبكي بشدّة ... فسألتها ماذا بها ..؟؟

قالت : أحببتُ شابا وسيما في الجامعة ... فأخذني في رحلة إلى إحدى الغابات ... وحاول أن ينزع عنّي ثيابي ... فرفضتُ بشدّة ... وحاول مرّة تلو أخرى ... فصددته ... فلمّا رآني مصرّة على رفضه .. نظر إليّ وقال :

أنت فتاة حمقاء .... !!

فسألتها سيمون : ولماذا تبكين إذن ..؟؟

قالت : انتظرتُ طويلا جدّا ليخلع عنّي ملابسي ...!! فإنّي أعشقه لحدّ الجنون ...!! ولكنّي ما كنتُ أعرف أنّه سيذهب ويتركني ...!!

يقول الدكتور أحمد عكاشة : الحب والجنس عند النساء أمران في غاية التعقيد ... وهما من مواطن الغموض في علم النفس فلا بدّ من التلطّف في معاملة النساء ... وخصوصا في الناحية الجنسيّة  إذا كان في بداية الزواج .

يقول عبّاس العقّاد :

المرأة منافقة بطبعها ... لأنّها ضعيفة والضعيف يكفّ الشرّ عنه بالدهاء ... 

ألا ترى أنّ المرأة لا تقرف من شيء أبدا ... فتراها تنظّف الحمّامات بكلّ سرور وتراها تنظّف لولدها الصغير بوله وبرازه وهي فرحة ومسرورة ... ولكنّها تلعب على الحبال عند الحب والجنس ... تمتنع وهي الراغبة ...!! لأنّها منافقة تبطن خلاف ما تُظهر ... 

فإن قالت لك : لا .. فاعلم أنّها تقصد نعم ... تصاحب رجلا خصبا وتذهب معه إلى السينما وتٌجلسه عمدا في نهاية الرواق ثمّ إذا قبّلها : تقول له: لا ...!!

وقد ابتدأ العقّاد قصّة حبّه مع سارة بذكر هذه الجزئيّة في أوّل صفحتين ... إذ يقول : ما أحلى قولها لا في ظلام السينما ...!! 

يقول أنيس منصور :

ذهبتُ إلى صالون العقّاد فوجدتُ الدرج قد غُسل بالماء وهذا لم نعهده على العقّاد من قبل ... فعرفتُ أنّ هناك شخصيّة مهمّة ستحضر إلى الصالون اليوم ...!!

وبعد نصف ساعة من بدء الصالون دخلت امرأة في غاية الجمال وجلست إلى جانب العقّاد وقبّلته على وجهه ... ووضعت يديها على فخذه وهذا ما لم نشاهده من قبل ... فسألتُ عنها .. فقالوا هذه سارة التي قرأنا عنها ...!!

ثمّ يقول :

وبدأ العقّاد يتحدّث عن النساء وآثار الحمرة على وجهه ويقول :

النساء يعتقدن أنّني عدوّهنّ وخصمهنّ .. لأنّني أظهرت لهنّ حقيقتهنّ ... صدّقوني النساء لا يأمن لهنّ إلاّ الأحمق ... ألا ترون كيف يرغبن بالجنس ويلبسن كلّ ما يثيرك ... ويضعن الحمرة ويصبغن شعورهنّ ويلبسن فوق الركبة .. ولمّا يأتي وقت القطف تتمنّع عليك ...!! أرأيتم كذبا ونفاقا كهذا ...!! 

يقول الفيلسوف الموسوعي ول ديورانت في كتابه قصور الفلسفة في الجزء الثاني وهو الجزء الاجتماعي:

في بداية الزواج تشعر المرأة برباط جنسيّ قوي مع زوجها .. وتتمنّع عنه إلاّ أنّها ترغب فيه بشدّة ... ولكن هذه طبيعة المرأة الخجولة .. ولم نعد نرى هذه الطبيعة كثيرا في نيويورك .. فقد صارت المرأة كحال الرجال ... تضع شروطا للمقابلة الجنسيّة ... وهذا ما لم نكن نعرفه من قبل... فكأنّ المرأة قد خسرت حياءها وجمالها مع خسارتها لشدّة ساعديها وقوّة خصرها ..!!

ثمّ يقول :

ما أخبث هذه الطبيعة .. إنّها لتعلم يقينا أنّ جسد الرجل والمرأة يصيران أخوة مع الزمن ... وتزول الشهوة بالكليّة ... فلا يعود لتمنّعها أيّ معنى ... فلا يرغب بها الرجل ... فيزول الرباط الجنسي القوي .. وتبقى المصلحة بين الزوجين حافظة لهذا الزواج ...!! فيجب أن يجمع بين الزوجين المصلحة قبل أن يجمع الجنس بينهما ...

يقول أنيس منصور :

المرأة لا تعطيك شيئا من جسدها بسهولة ...تشعر أنّك تأخذ منها حرّيتها وهي بين يديك ... فأنت تمتلكها بمجرّد تعريتها من ملابسها ...!!

تقول دي بفوار :

المرأة تشعرأثناء العملية الجنسيّة أنّها في عملية جراحية يقوم بها طبيب غير ماهر ... ماذا تتوقّع منها غير الرفض وهي ترى قضيبا قويّا ينتهك حرمة جسدها ... وترى الدماء تتساقط من فرجها ...!!

لا يدري الرجال أنّهم يؤلمون المرأة في أوّل أسابيع الزواج ... هي تسمح لزوجها بجماعها لأنّها تخاف من الرفض ... قليل جدّا من النساء يستمتعن بأزواجهنّ في أوّل أشهر الزواج ...!!

فطبيعة المرأة غاية في التعقيد ... وخصوصا مكان فتنتها ... وميدان أنوثتها ...فليعلم أنّ المرأة ترغب بالجماع كحال الرجل تماما ... وتشير الأبحاث إلى أنّ المرأة في بعض الأحيان ترغب في الجماع ومعاودته أكثر من الرجل ... وتظهر عدم الرغبة بهذا وهي أشدّ رغبة من الرجل ...!!

فطبع المرأة يساير ضعفها الجسدي والنفسي ... وتعوّض عن ضعفها بالحيل والمكر والنفاق ... فكلّ امرأة محيّرة ... ولا تعرف استقرارا لمشاعرها أو معاملتها ...

فلا تركن إلى حب النساء...  لأنّه حب يستند إلى أرضيّة هشّة جدّا... ويصعب استقراره على نفسية أشبه شيء بالرمال المتحرّكة لا يثبت عليها شيء ...!!

فلا يوجد شيء في الحب اسمه ( كلام عادي ) ... كلام الحب كلام غير عادي ولو كان تافها في نظر الناس ... وعلى هذا نقول :

لا يجوز الاختلاء بالمرأة أبدا ... ولا يجوز الكلام معها بأيّ شيء يخرج عن الضرورة ... إلاّ في مكان عام ... وغير هذا فهو باب للحرام إذا لم تكن تقدر على الزواج منها ..والله أعلم .

تعليقات