هل القلق حالة طبيعية أم مرض ؟؟؟


هناك شخصيات دائمة القلق ... فتحسب لكلّ شيء ألف حساب .. حتّى دخولها الحمّام يقلقها ... ونومها يقلقها .. حتّى جماع أهله يقلقه ...

والأمر ليس بهذا السوء فله جانب إيجابي جدّا ... يقول علماء النفس : أشدّ الناس ذكاء أكثرهم قلقا ... فالشخصيات القلقة شخصيات محنّكة وذكيّة جدّا ...

ويرى علماء النفس أنّ هذه الشخصيات صالحة للإدارة وعندها قدرة عظيمة على التنظيم ... فلا يهملون صغيرة أو كبيرة في أعمالهم .. فيكفي أن لا يكون حذاؤه بعين المكان المخصّص للأحذية ولو ببضع بوصات حتّى ينكّد عليه هذا الأمر حاله كلّه...!!

وتشير دراسات العلماء أنّ القلق أمر فطري ... فكما أنّ بعض الشخصيات بليدة وبعضها غضوبة فكذلك يوجد شخصيات قلقة،

وعشرة هؤلاء صعبة جدّا ... فهم حسّاسون لنسمة الهواء ... إلاّ أنّهم مخلصون جدّا .. ويكرهون التجديد ( يعني لا توجد زوجة ثانية  أبدا ولا يوجد خيانة زوجية أبدا ) ...

وهذه الشخصيّة أكثر الناس رؤية للأحلام والكوابيس ... فلا توجد ليلة واحدة تمرّ من غير حلم أو كابوس ...!!

وعندها اهتمام حادّ بجسدها ونظافتها ... فيكفي أن ترى شيئا يسيرا من الكرش حتّى ترى أنّها قد صارت  أكثر الناس قبحا ...!! فيهلع الشخص لهذا الكرش حتّى يُعلن عليه الحرب ويزيله ... ولهذا يقولون : القلق = الجمال ... فتراه جميلا في ملبسه ..وجميلا في أخلاقه وجميلا في شكله وهو نظيف نظيف جدّا لحدّ الوسوسة.. وفوق هذا فهو جميل في معاملاته كلّها .. لأنّه قلق ويحسب لكلّ شيء ألف حساب ..

فإذا أراد المزاح .. يقعد ساعة وهو يحسب ما له وما عليه في هذه المزحة ...!! ماذا لو لم تكن ملائمة للموقف ..؟؟ ماذا لو غضب ..؟؟ ماذا ماذا ماذا ...!! ولهذا السبب هي شخصيّات جدّية جدّا ... ليس طبعا ولكن خوفا ... يخاف من المزاح ... يخاف أن تذهب هيبته ... ماذا لو رآني ولدي وفلان يمزح معي ...؟؟ هل سيقول : والدي خفيف العقل وقليل الهيبة ...!!

ومن أبرز صفات الشخصيّة القلقة البخل الشديد ... فهو بخيل جدّا جدّا لأنّه ذكي جدّا ... يقول علماء النفس :

كلّ بخيل ذكي ... من يحسب للزمن حسابا فهو ذكي ... وكثير من الكرام حمقى ... فمن يضيع ماله على فلان وعلنتان أليس أحمق بالله عليكم ...!!

إلاّ من أرسل ماله هكذا وهكذا لوجه الله تعالى ... أمّا غير هذا فهو الحمق والله .. وهل يوجد أحمق من حاتم الطائي يقول أحد علماء النفس ...!!

وهذه الشخصيات قوّية جنسيّا ... لأنّ القلق يوجب عليه قلّة الحركة .. وقلّة الخروج من البيت ... فهو بيتوتيّ جدّا ... وتركيزه حادّ وقوي في كلّ شيء ... حتّى جسد زوجته ... فهو يقلق إذا رأى زوجته جميلة .. يقول :

لعلّ جمالها يذهب بعد الولادة ... ولهذا يحاول تأخير الإنجاب مهما قدر على هذا ... يحاول أن يستمتع بجسد زوجته شيئا شيئا وقليلا قليلا ... حتّى إنّه لا يجامعها إلاّ بعد ساعة أو ساعتين من الحسّ والمسّ ...!! لأنّه يخاف أن لا يشعر بجمال جسدها الفاتن بعد القذف ...!! وهم أسرع الناس قذفا ... لأنّه لا يريده ولا يطلبه،

وهؤلاء يفشلون في ليلة الدخلة ... ليس ضعفا بل خوفا .. إلاّ أنّه ينجح وبقوّة بعد أن تهدأ نفسه ويرتاح قلبه ... ولهذا أقول دائما لبعض القلقين : لا تدخل بزوجتك إلاّ في اليوم التالي لليلة الدخلة ...!!

وهذا الشخص يكره الإنجاب ... لأنّه لا يدري .. ربّما يكون جالسا بأمان وسكينة في بيته يُشاهد برنامجا لطيفا فيدخل عليه ولده وقد ضُرب بشدّة من فلان ... أيذهب ليأخذ حقّ ولده ويشتغل عقله بوضع الاحتمالات الموتقّعة من خروجه لتأديب المعتدي ...أو يقعد ويبلعها وتذهب كرامته أمام ولده ...!!

يقول العلماء :

نادرا ما نجد شخصيّة قلقة تُحبّ الإنجاب ... فإنّهم يقلقون من كلّ شيء يمكن أن يلحق بأولادهم قبل وجودهم أصلا... لأنّهم يخافون من كلّ شيء  ... فلا يفرح بشيء أبدا ... لأنّه يحيطه باحتمالات كثيرة ... فتتضاءل الفرحة وسط هذه الاحتمالات الكثيرة ...!!

سماته الشخصيّة ... بسيط وجميل ولطيف وصاحب خلق رفيع ويرغب بالأمان والهدوء ... إلاّ أنّه خوّاف وجبان ... وقد يكون شجاعا على غير العادة ولكنّه مؤذ لكلّ من حوله ... كحال بعض الأمراض الابتهاجية والهوسيّة ...

وأمراضه / توتّر حادّ في الأعصاب الحائرة ممّا يؤدّي إلى حالات هلع مفاجئة وتوتّرات في القولون بسبب توتّر العصب التاسع والعاشر وارتفاع الضغط ( ضغط رئيسي غير مسبّب وهو يشمل 85% وهي نسبة عالية جدّا جدّا ) والسكّري ...  والله أعلم .

تعليقات