امتناع الزوجة عن فراش زوجها،
نعم ، لستُ أنصر النساء في هذا ، فالامتناع من الزوجة دائما ، أو أكثريّا ، وما اشتكت إليّ امرأة قط امتناع زوجها عنها ، بل جميع الشكاوى من الرجال ،
وهذا طبيعي ، وخصوصا إذا كان بينهما أبناء ، فالزوج يشعر بتغيّر زوجته عند أوّل ولد ، مع ما يرافق هذا من تغيّرات نفسيّة وجسديّة كبيرة ، ولولا ولع الزوج بالولد وما يضيفه من فرح وحركة في حياته لتضاعفت المشاكل في بيته ،
وقد سمّاه وليم جيمس ( خدعة ماكرة جدّا من الطبيعة ) ، فإذا ذهبت الشهوة أتاه الولد ، ..!!
فالزوج إن طلبت نفسه الجماع ليس كالأعزب الذي تطلب نفسه الجماع ، فإنّ الغدّة الكظريّة تفرز هرمونات الشهوة أضعاف ما تفرزها غدّة الأعزب ، وجسده يتفاعل بكلّه أجمع مع زوجته جمعاء ، وأعين الرجال كلّها تتفاعل مع زوجاتهم جمع ،
وعين ونفس هرمون الشهوة هو عين ونفس هرمون الغضب ، ولهذا يقولون : كلّما اشتدّ الغضب اشتدّت الشهوة ، فكان أكثرهم غضبا أقواهم شهوة ، والحليم من غير غضب لا ينفع ، وهذا الهرمون قد يتأيّن ويصير سمّا لأجساد الرجال ، كحال الملح إن تأيّن ، يصير ماء نار حارق كما البركان ، فما عليك إلاّ أن تجعل قليلا من الملح في ماء ، وتسلّط عليه قليلا من الكهرباء ، وسترى كيف يصير الملح مياه نار محرقة ، وهذه المواد التي نسمّيها ( المواد الكاوية ) والتي هي المادّة الأساسية في جميع مواد التنظيف من الصابونة إلى الشامبو هي هذا الملح ، لكنّه متأيّن ، ولهذا نقول للناس :
يا ناس ،لا تغتسلوا بمواد التنظيف كثيرا ، فهي مياه نار مخفّفة ، أنت قاعد تغتسل بملح متأيّن حارق ، ثمّ يأتي أحدهم ويقول : جلدي متجعّد ، وشعري يتساقط ، وعندي سرطان جلد، نعم ، فهذا من شدّة نظافتك ، فمن يغتسل كلّ يوم بهذه السموم فهو جاهل ،
وهكذا هرمون الإندروجين ، إذا تأيّن فهو سمّ قاتل ، فما حبّ الشباب وما العصبيّة وما التوتّر غير أعراض لهذا السمّ ،
فإنّ الغدّد الجنسيّة تتّصل بالدماء مباشرة ، ولهذا تأثيرها مباشر وهذه هي التي يسمّونها الغدد الصمّاء ، وهذا بخلاف الغدد غير الصمّاء ، فالصمّاء تؤثّر مباشرة بالجسد ، لأنّها تصل للدماء مباشرة ، بخلاف الهرمونات التي لا تصل إلاّ بعد مشوار طويل كما تفعل غير الصمّاء ، فالغدد الصمّاء بمجرّد رؤية فتاة جميلة ينتصب قضيب الرجل بأمرها لأنّها تفرز موادّها بالدم مباشرة ، هذا يدلّ على سرعة تأثير هرمون الإندروجين في جسدك ، فتخيّل ..!!
فإذا عرفت أنّ هرمون الشهوة وهو مجموعة كبيرة من الهرومونات المجتمعة نطلق عليه هرمونات الإندروجين ، وقد عرفت أنّها تفرز مباشرة في الدم ، وعرفت أنّها مرتبطة بالقلب والحالة النفسيّة والمزاجية للإنسان ، وعرفت أنّ أمراض الضغط والسكّري والتوتّر إنّما ينشأ بسبب اختلال هذه الهرمونات ، عرفت خطورة امتناع المرأة عن الرجل ، حتّى تصير عادة زوجية ..!! فبعضهنّ يفرحن برؤية هياج الرجل ، وهي قاعدة تتمتّع بجمالها بعذاب زوجها ، وهذا من حمقهنّ وجهلهنّ ،ظهر لك خطورة الأمر ،
وقد ينظر الناس للأعزب كيف يقعد أربعين سنة لا يمسّ يد فتاة ، وينظرون للزوج كيف لا يصبر عن زوجه ليومين اثنين ، فترى الزوج يرجع من سفره مثل البركان الثائر شوقا لجسد وروح ونفَس زوجته ، ويكاد يخنقها بين يديه ،
فلا نعرف جسدا يدخل في جسد آخر فيصيران شيئا واحدا غير الجماع ، وهذا تكامل لا نجد له مثيلا ، وهي أعجوبة ومعجزة حيّرت الملاحدة والتطوّريّين ، فكأنّ جسد المرأة المنشقّ من جسدّ الرجل لا يجتمعان ويصيران جسدا واحدا بغير الجماع ،
فلا يقاس الرجل المتزوّج على الرجل الأعزب ، فمن تعوّد جسده وغدده ونفسه على حرارة ونعومة وأنفاس زوجته لا يقدر على ردّ ودفع تلك الحاجة الملحّة ، كما يدفع الأعزب ،
فامتناع الزوجة عن فراش زوجها كارثة نفسيّة وصحيّة وخراب بيوت ، وهي بالفعل كذلك ، فكم من مشكلة عويصة حُلّت في الفراش .؟؟ وكم من غضب عظيم يثور في صدر الزوج انطفأت ناره في أحضان زوجته ،
مجرّد زيادة يسيرة في هرمون الغضب فهذا يعني أنّك إنسان غضوب ، ومجرّد ضعف يسير في الغدّة الصنوبريّة فهذا يعني أنّك إنسان كسول وكثير النوم ، ومجرّد نشاط يسير في الغدّة الدرقيّة فهذا يعني أنّك إنسان خائف وكثير عرق اليدين والقدمين ، فما الإنسان ونفسه إلاّ هذه الغدد ، وما الإنسان الكريم والبخيل والشجاع والجبان إلاّ زيادة نشاط في هذه الغدد أو ضعف يسير في عملها ..؟؟!!
فهذا هو الإنسان ، مجموعة هرمونات لا تملأ فنجان قهوة ، وأيّ خلل في هذه الهرمونات فهذا يعني أنّه مريض نفسي ، فإمّا غضوب دائما وأبدا ،أو حليم أبدا ، أو جبان أو متهّور ،
ومن المضحك أن ترى نفسك في الحيوان ، انظر إليه حين يهيج على أنثى ، كيف يكون حاله ، وهذا أنت وقت هياجك ، كما أخبرني أحدهم أنّه ذهب لإحدى القرى فرأى حصانا قد هاج على فرس، فخجل من النظر إلى الحصان ، كيف انقلب من حصان عاقل هادئ محترم إلى مجنون في لحظة ، ( بسبب الغدد الصمّاء التي تفرز مباشرة في الدم ) .
يقول : فنظرت إليّ إحدى العجائز وقالت : هيه يا ولد ، هذا الحصان مثلكم أيّها الرجال ، يدخل إلى زوجته كالمجنون ، ولو رأى نفسه وهو هائج لما صدّق أنّه بهذه الحالة ، ..!! فما هي إلاّ لحظات حتّى يرجع إليه عقله ، ويرجع محترما ،
ولا يعني هذا أنّه ليس هناك بعض الأزواج الأغبياء والحمقى الذين لا يقدّرون ظروف زوجاتهم ، وأحوالهنّ النفسيّة والجسديّة ، فيطلبون هذا في وقت غير ملائم ،
ويقابل هؤلاء صنف بليد أوصنف يحبّ الأثرة حتّى على زوجته ، فلا يشعرون بأحوال زوجاتهم ، فقد يلبسن لهم ثياب النوم الفاتنة ، وتضع العطر وقليلا من الماكياج ، وتصير تحوم حوله كما تحوم الدجاجة حول كتاكيتها ، فينظر إليها زوجها الأحمق صاحب الأثرة ولا يدري سببا لكلّ هذا أو يدري ولا يرغب ..!! فينكسر خاطر المسكينة ،
وهذا للأسف كثير ، فقد يفعل بعض الحمقى أفعالا غير لطيفة في أماكن غير لطيفة كذلك ، فما بالك بمن يدخل على زوجته وهي واقفة على صحفتها في المطبخ تحضّر طعام الغذاء فيفعل بها ما يريد هكذا وهي تطبخ ..!!
ويلك ، أهي معزة وأنت جدي أو تيس ..!! إيش هذا القرف، ..!! أين مراعاتك لشعور زوجتك ، ..!!
نعم ، إن كان هذا تغييرا عابرا فلا بأس ( على قليل )، لكن أن تكون هكذا دائما وأبدا ، فأنت أحمق ، ولا تختلف عن الحيوانات بشيء ، كما قالت تلك العجوز ،
فعلماء النفس ينصحون الأزواج بعدم وضع ميعاد أو مكان محدّدين لهذا الأمر ، فدع الأمر بحسب جسدك وعينك وأنفك ، فإن رأيت قبولا من زوجك فأهلا وسهلا ، لكن إيّاك ثمّ إيّاك أن تغصبها على هذا الأمر ، فيصير اللطيف عنيفا ، والجميل قبيحا ،
يخبرنا رسّل أنّه كان يغتصب حبيبته لشهور ، لأنّها ببساطة كانت تمتنع عنه ، ولمّا سافر إلى أمريكا ، نفر منه بعض أصدقائه ، ولمّا سألهم عن سبب هذا النفور .؟؟ أخبروه أنّ رائحته نتنة جدّا ومقرفة ..!!
فذهب إلى الطبيب ، وبعد الفحص ظهر أنّه يعاني من قيح في جهازه الهضمي ، يُخرج رائحة نتنة وخصوصا من فمه ، والغريب أنّه ما شعر بهذا لسنتين كاملتين ..!!
ولمّا عالج هذا الاختلاج ، عاد لحبيبته ، وأخبرها بالأمر ، فقالت له : استحييت من إخبارك بشأن رائحتك الكريهة ،
وهذا ما ذكره الدكتور طارق الحبيب من أنّ كثيرا من الذين يشتكون من امتناع زوجاتهم يرجع لنظافتهم الشخصيّة وخصوصا الفم ، ولهذا ينبغي أن يهتمّ الزوج قبل الجماع بنظافة أسنانه ، وأن يأكل تفّاحة أو أيّ فاكهة قبل الجماع ، لأنّها تزيل جميع روائح الفم وتنشّط الجسد ،
إذن ، ملخّص الكلام ،
1- إذا متنعت عنك زوجتك قليلا فهناك أسباب ، أهمّها ، تعبها وضعفها ،فهذا ينبغي عليك الاحساس به ، ولا تجامعها حال الغضب والرفض ، وانتبه لرائحتك وخصوصا رائحة فمك قبل أن تدعو زوجك للفراش ،
2- جسد وغدد الزوج يشتاقان ويطلبان جسد وحرارة زوجاتهم ، بخلاف الأعزب ، فغدده الجنسيّة ضعيفة جدّا ، فلا مقارنة بين الجسدين ، جسد أعزب وجسد متزوّج ،وعلى الزوجة مراعاة هذا الأمر ، فشهوة الزوج عنيفة جدّا ، فينبغي عليها أن تحتمل ثقل دم زوجها قليلا ، فهذا زوجك وليس غريبا ، يحميك بجسده وماله ودمه ، فيستحق منك ذلك الصبر القليل ، الذي لا يزيد عن 7 دقائق في الوضع الطبيعي ، وهذه الأيّام مع كثرة التوتّر قد لا يزيد عن دقيقتين ، ألا تحتملين زوجك فوقك لدقيقتين وهو يحتمل ثقل دم مديره ورئيس قسمه والمراجعين لأجلك ولأجل أبنائك الساعات الطوال ، وقد يأتي على كرامته لأجلك ، ..!! فقليلا من الحياء والخجل يا أيّتها النساء الممتنعات ،
3- هناك مشاكل صحيّة خطيرة لخصيتي الرجل يسبب الاحتقان ، وهذا الاحتقان هو وجود دماء كثيرة في القضيب والخصية وتلك المنطقة ولا تصريف لها ،فإذا لم يجد مصرفا لها ، وأصيبت البروستاتا بالتهاب شديد قد يؤدّي للسرطان إذا لم تجد البرسوتاتا والخصيتان تصريفا وتخفيفا لحركة الدماء الشديدة فيهما ، في حالة ثوران الرجل، فهي والله خطيرة جدّا ، وقد يشعر الرجل بألم حادّ وشديد في القضيب إذا أُثير ولم يجد مصرفا ، ولا تراعي زوجته هذا كلّه ،
وليس أيّ مصرف ، المصرف الذي يتعرّف عليه الجسد ، مصرف جسدي وحراري ونفسي يعرفه جسده وتعرفه زوجته ، ويشمّها وتشمّه ، فغدد العرق وغدد الألم وغدد الحرارة وغدد الشعر بينها غدد اسمها الغدد الجنسيّة منتشرة في جميع أنحاء الجسد، لا تهدأ هذه الغدد إلاّ إذا أفرزت هرموناتها في جسد معيّن تعرفه وتشتاق إليه ، وهي الزوجة وهو الزوج ،
فلا الزنى يخفّف من حرارة الشوق ، ولا السكون والسكوت يخفّف ، وهذا كلام الغرب ، وأبحاثه ، فما أحسن ما حكاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جامع المعاني والحكم من لعن الملائكة للزوجة الممتنعة لغير سبب يوجب ويسوّغ هذا الامتناع ،
وإنّ كثيرا من عصبيّة البيت ومشاكل الأزواج سببها الفراش ، لكنّهم لا يعلمون ، فتخرج هرموناته وهرموناتها في الأيدي والأرجل والألسن والأولاد وأهل الزوج والزوجة والمحاكم .