كيف يجب أن تفكّر الفتاة العانس في حالها ومستقبلها ؟؟؟؟


يمكن للشاب أن يقعد من غير زواج طول عمره ،ولا ضرر عليه أبدا ، فماذا يريد الشاب .؟؟ بيتا نظيفا ، ولقمة هنيّة ، وولدا يسنده إذا كبر ، وفتاة لطيفة يقضي بها أربه وشهوته ، 

أمّا البيت النظيف فلا أسهل من هذا ، واللقمة الهنية كذلك ، والولد لم يعد مهمّا بفضل التقدّم الهائل في وسائل الراحة ، ما بقي غير الشهوة ، وهذه مشكلة حقيقية للشباب ،

وما أروع ول ديورانت لعنه الله حين قال في قصور الفلسفة: الطبيعة ماكرة جدّا ، قد يستغني الشاب بنفسه عن الزوجة في كلّ شيء عدا الشهوة الجنسيّة ، إلا إن طلبها بغير الزواج ، وهذه لا تشبع جائعا ولا تروي ظمئا ، فيتكلّف الشاب أعباء مالية ضخمة لأجل شهوة حقيرة، ويبقى أسيرا لأولاده لأجل تلك الشهوة ،فهل رأيتم مكرا كمكر الطبيعة وحيلها التي لا تنتهي ..!!

لكن حال الفتاة مختلف تماما عن الشاب ، أمّا بالنسبة للولد ، فهي لا ترى زوجا ولا بيتا ولا شهوة إذا قيست بشهوتها للولد ، بل لا يفوق شهوة الولد للمرأة شيء أبدا ،

ذهبت لتدريس إحدى الفتيات قبل خمس سنوات ، وكان لهذه الفتاة لعبة بلاستيكية ، فسألتها : أنت في الثانوية وتلعبين بفتاة بلاستيكية .؟؟

فقالت : هذه ليست لي يا أستاذ ، هذه لأختي ، وعمرها 42 عاما ، ولم تتزوّج فتحفّظها وتلعب بها ، وترضعها بالرضّاعة ثمّ تضعها هنا لتنام ..!!

وهذه الفتاة المسكينة لا تعلم الأبعاد النفسيّة لأختها العزباء ، فشهوة الولد للنساء لا تعدلها شهوة أخرى مهما كانت ،

فهذه مشكلة أولى ، ومشكلة أخرى لا تقلّ عن هذه وهي مشكلة الشهوة الجنسيّة ، فآخر أبحاث الطبّ والنفس الغربي تؤكّد أنّ الرجال والنساء سواء في الشهوة الجنسيّة ، فلا يفضل جنس على جنس في القوة ، فقد نجد شابا أقوى من فتاة جنسيّا ،وقد نجد فتاة أقوى من عشرة شباب جنسيّا ، فالمعيار فردي بين الرجال والنساء ، وما يحكيه الناس من قوّة النساء المفرطة جنسيّا وأنّ المرأة أقوى بسبع مرات من الرجال وهم لا حقيقة له ،

ومشكلة الجنس نفسيّة في أساسها ، فحاجة الجنس حاجة نفسيّة لا جسديّة ، فالجسد يبدي ألما على الحرمان الجنسي بإيعاز من النفس ، فتلتهب المجاري البولية بسبب البروستاتا عند الرجال ، ويلتهب فرج المرأة بسبب الاحتقانات ، وهكذا ، الجسد يُظهر ألم النفس ، كحال من يصاب بالصداع بسبب موقف محرج ومخز تعرض له ،

ولا يزيد الألم إلا ألما مع الزمن ، وتنشأ العقد النفسيّة شيئا فشيئا ، فكلّ سنة كفيلة بخلق عقدة نفسية جديدة ، وألم جديد في الجسد ،  

ومشكلة ثالثة وهي الموقف الاجتماعي الذي لا يرحم أحدا ، فتراهم ينظرون للفتاة العانس نظرة في غاية القبح والسوء ،وكأنّها مجرمة أو مصابة بالجرب، 

فما الحل ، .؟؟

الحل في نقطتين :

1- الصبر ، لكن ماذا أقصد بالصبر..؟؟

تخيّلي أنّ هناك فتاة أساءت لك بأمر ما ، فإذا اقتصصت منها وأخذت حقّك فأنت من الصابرين ، ولو عفوت عنها فأنت أيضا من الصابرين ، فالصبر لا يعني السكوت والعفو أو الفعل السلبي ،ّ  فالصبر في الجهاد هو القتل والتعب في سبيل الله ، والصبر في القراءة هو التعب والسهر ، والصبر على العزوبيّة له جانب إيجابي وهو: 

السعي للزواج ، فلماذا لا تسعين للزواج .؟؟ 

أعرف فتاة جاوزت الثلاثين من عمرها، ولم يهبها الله جمالا ، يعني غير مرغوب فيها ، وقد أخبرني أخوها قبل عشر سنوات بحالتها النفسيّة الصعبة ، فقلت : لماذا لا تسعى في تزويج نفسها ..!!

فتعجّب صديقي وقال : كيف تسعى في تزويج نفسها ..!!

قلت : فلتلح على الله بالدعاء بعد كلّ صلاة ، ولتخرج من البيت ، ولتخفّف من طلباتها وشروطها ، فتتزوّج ..!!

وقد أكثرت أخته من الدعاء بعد كلّ صلاة ، وتنازلت عن بعض شروط الزواج ، ورأيتها قبل ثماني سنوات ومعها بعض الأبناء وزوج لطيف لقيني وسلّم عليّ أمام بيته ، ..!!

صحيح أنّه محوم بالحذاء القديم ، فهي فتاة قوية جدّا كما أخبرني أخوها ، وعرفت هذا من رؤيتي لزوجها ، فوالله إنّه ليرتجف خوفا منها ..!!

فهذا حال الفتاة العزباء التي كانت تبكي بعد الصلاة ..؟؟!! فسبحان مغيّر الأحوال ..!!

فهذه رحمة الله، ولا يعرف الناس قوّة الدعاء وسعة رحمة المدعو سبحانه ،

قبل خمس عشرة سنة ، سلّم عليّ دكتور فاضل في الجامعة ، وأعطاني مجموعة كبيرة من دعوات الزواج لأساعده على توزيعها على الدكاترة في الجامعة ، فقد تزوّج فتاة عمرها أربعون عاما أو أكثر  ، وهو دكتور ثري ، وقد فوجئت بزوجته وقد سلّمت عليّ ، فوجدتها كبيرة في السنّ ، لكنّها محترمة وأخلاقها رفيعة ، فلا ييأس أحد من روح الله أبدا ، مهما كان عمر الفتاة ، المهمّ أن تسعى في طلب الزواج،

2-  حصر الحياة كلّها في الزواج ، فهذا غباء وحمق ، قبل خمس سنوات ، درست رغما عنّي عند دكتورة فاضلة في الجامعة ، وكانت عصبية المزاج جدّا ، وبعد شهرين طرحت موضوعا صعبا ، وأجبت عنه رغما عنّي، فقامت الدكتورة وأجلستني مكانها ، وجلست مكاني وقالت لي :

أنت أستاذي وأنا تلميذة عندك ، .؟؟!! ولا والله أتركك أبدا، فأنت ثروة لا يجب إهدارها ، فرحت المسكينة بوجود شاب يفهم في فلسفة القانون ، ولمّا خرجنا التفّ الطلاّب حولي ، وأخبروني أنّ الدكتورة عزباء وثرية جدّا ، ويظهر أنّها أحبّتك ،

فقلت لهم : هذه الدكتورة حزينة جدّا ومتألمة جدّا ومعقّدة نفسيّا، وقد لاحظت هذا من أوّل يوم رأيتها فيه ، والسبب ظاهر ، فهي تملك العلم والمال لكنّها لا تملك الزوج والولد ، ولا تتكيف مع حالها ، ولا تريد إظهار ضعفها للشباب ، فلماذا لا تتزوّج هذه الفتاة بشاب صالح .؟؟إنّه الكبر ، ولماذا لا تتأقلّم مع وضعها ، لأنّها فتاة تحتاج زوجا وولدا ، فهي بين الكبر وبين الشهوة والولد ، فضلا عن النظرة الاجتماعية الحقيرة لفتاة تتزوّج لأجل الشهوة والولد ، فلا ضير من هذا شرعا وعرفا ، لكنّه الحمق ، وكما قال نجيب محفوظ وهو يخرج الروح :

أندم على أنّي كنت أخشى الناس ولا أفعل ما أريد ، يا ليتني فعلت كلّ ما أشتهي وأحب وليذهب الناس للجحيم ، فما أقصر الحياة ، ..!!

فلا ينبغي للفتاة أن تحصر سعادتها وفرحتها في الزوج ، فالدنيا مليئة بالمتع الأخرى ، التي يمكن أن تخفّف عنها ، كالعلم والدراسات العليا ، فهذه تخفّف من حدّة التعب النفسي والحرمان الجنسي ، وكلّما كانت الفتاة ناجحة في الحياة كلما كانت أقدر على الزواج ، فالدرجة إلى فوق تزيد في فرص الزواج ولا تنقصه ، فلا ينبغي أن تقف الحياة حين تتجاوز الفتاة الثلاثين أو الأربعين من عمرها ، فالباب مفتوح والخيارات كثيرة ،

أعرف دكتورة عالمية ، وقد أعطاها الله جمالا ومالا ، لكنّها ترفض الزواج ، لأنّها ببساطة لا تتنازل لزوج أبدا، ومبسوطة في حياتها ، ..!! يعني متكبّرة ، لكنّها مبسوطة ، على الأقل هذا ما قالته لي قبل عشر سنوات ، وقد رأيتها في مناقشة ماجستير في إحدى الجامعات قبل فترة ، فسلّمت عليها ، وتحدّثت معها قليلا فوجدتها قد كبرت في السنّ ، وقرفت الحياة ، وهذا ظاهر جدّا من كلامها ونظراتها ، فالحزن والألم يكادان يفيضان دما من عينيها ، وهذا آخر الكبر والعنجهية ، ..!! هذا خلق الله ، لا تبديل لخلق الله ، 

المقصود : الدنيا أرحب وأوسع من مجرّد زوج وولد ، وإن كانا ضرورين لحياة الفتاة ، لكن يمكن التأقلم جيّدا مع هذه الحياة ، وكلّما نجحت في الحياة كلّما صار الزواج أقرب إليك ، وبعد هذا تصيرين من تخطب وتطلّق ،الله أعلم .

تعليقات