هذا موضوع مهمّ جدّا ، موضوع الطلاق ، وعلاجه ،نعم ، علاجه ، لأنّه مرض ، فالطلاق قد يكون صحّيا في بعض الأحيان، لكنّه للأسف صار مرضا يحتاج علاجا .
ما يحصل في بلاد قال الله وقال الرسول ، جنون ، ثلث من تزوّج في البلاد العربية في السنة الماضية طلّق بعد بضعة أشهر من الزواج ..!!
ماذا يحصل في بيوتكم يا أهل قال الله وقال الرسول ،..؟؟!!
ألم يعد لتلك المسكينة حرمة عندك ، حتّى تطلّقها وتخرب بيتها وبيت أبنائها لأقلّ القليل ، أو لأكثر الكثير ..!!
أين الصبر لله ، هذه زوجتك يا حبيبي ، ليست صاحبك وصديقك حتّى تتركها متى ما أردت .؟؟!!
أنت قد خرّبت بيتها بطلاقك ، أنسيت أنّ زوجتك تعيش في مجتمع عربي متخلّف ينظر إلى المطلّقة بكلّ شكّ وريبة ..!!
وما دخل أبنائك ليعيشوا بأمراض نفسيّة قاتلة ومؤلمة بسبب تسرّعك ، .؟؟!!
قبل أن تنطق بالطلاق ، اعلم أنّك الرجل ، والقائد ، والمدير لذلك البيت ، يقول علماء الإدارة : إنّ من أسباب فشل المشاريع التجاريّة أنّ المسؤول الأوّل عن المشروع ( مدير ) ، هو مجرّد مدير ، ليس قائدا ، ليس رجلا حقيقيّا ،
فالمدير ، يطبّق القوانين التي تعلّمها ، إذا لم يخالفها الموظّف فأهلا وسهلا ، وإذا خالفها فمع السلامة ، يفصله ويعاقبه مباشرة ، لأنّه يحكم المشروع وفق القوانين التي تأتيه ، ولا دور له غير المراقبة ،
أمّا القائد ، فهو القدوة ، والمصلح ، والصابر ، والراعي ، لا ينظر إلى موظّفيه نظرة علوية ، فوقيّة ، تكبّرية ، ينظر إليهم نظرة الأنبياء إلى الناس ، الحبّ والحنان والرعاية ،
تلك النظرة التي نظرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى من تخلّف عن غزوة العسرة ، كان عليه الصلاة والسّلام يشيح بوجهه عنهم وقت العقوبة ، لكنّهم إذا شرعوا بالصلاة ، ينظر إليهم ، ويملأ عينيه الكريمتين بالنظر إليهم ، كيف لا ، وهو رسولهم ونبيّهم وأبيهم ،
سيّدي الزوج ،
أنت في بيتك لست مديرا ، أنت قائد البيت ورأسه ، أنت الراعي ، وهم رعيتك ، تريد من زوجتك وأبنائك أن لا يتخطّوا خطوطك الحمراء ، وإذا تخطّوا خطوطك الحمراء تخرب البيت فوق رؤوسهم ..؟؟
لماذا ..؟؟
أين الصبر والتربية ، أين مسؤولية الزوج ..؟؟ والرجل ..؟؟ والقائد ،.؟؟!!
يقول الدكتور فهد الأحمدي في كتابه الجميل نظرية الفستق :
ذهبتُ إلى مدرسة ولدي ، وسألتُ البوّاب عن مكتب المدير ..؟؟!!
أتعرفون بماذا أجابه البوّاب .؟؟
قال :
ما عندنا مدير يا باشا ..؟؟!!
فقال له الدكتور فهد : وماذا عندكم إذن .؟؟
قال له البوّاب : عندنا قدوة وقائد ..؟؟!!
فيقول الدكتور فهد : فتركت البوّاب المسكين ، وتوجّهتُ إلى مكتب المدير ، فوجدتُ أمام باب المكتب لائحة تقول :
هذا مكتب قائد وقدوة المدرسة ...!!
يقول :
فرجعتُ إلى بيتي ، وبدأتُ بالبحث عن الفرق بين المدير والقائد والقدوة ، فكتبتُ هذا الكتاب وهو ( نظرية الفستق ) ، بفضل ذلك القائد الفذ ..!!
يا إخواني الأفاضل الأماجد ،
أين ذهب حسّ المسوؤلية ، ..؟؟ أين الرجولة والرعاية والصبر ، مجرّد ما يزهق الرجل من جسد زوجته يطلّقها ليتزوّج غيرها ، هل هذا هو الإسلام ..؟؟!!
أغلب المشاكل الزوجيّة ، بسبب هذا الأمر ، ظاهره العصبيّة وعدم التفاههم ، وقلّة الاحترام بين الزوجين ، وباطنه شباع الزوج من جسد زوجته ،
يقول رسّل في مذكّراته : كنت راكبا على درّاجتي الهوائيّة وأنا راجع من الجامعة ، فرأيتُ فتاة جميلة في الطريق ، وقارنتها بزوجتي ، فلمّا وصلت البيت ، قلت لها :
زوجتي العزيزة ، لم أعد أرغب بك ، فجسدك لم يعد يُبهرني ويُثيرني..؟؟!! فطلّقها بدم بارد ..؟؟!!
ثمّ يقول : وقد كنت أزور صديقي ، فأعجبني جمال زوجته ، فصرتُ أنام معها ..!! وفي بيته ..!!
أقول : هؤلاء ملاحدة ، ولا شرف ولا عرض عندهم ، فهل صرنا مثلهم ، يرى أحدهم فتاة في الشارع فتعجبه ، ثمّ يقارنها بزوجته التي شبع منها ، ثمّ يبدأ يتعارك معها على أقلّ القليل ..؟؟!! وعلى أتفه الأسباب ، وهي تشعل أصابعها العشرة له ، ..؟؟!!
يتحجّج بأيّ شيء ليطلّقها ، ..!! الحنابلة يقولون : الطلاق من غير سبب موجب كبيرة من الكبائر ، وباقي الفقهاء يرون الحرمة ، المادة والحسّ والذي نراه أمامنا من خراب بيت الزوجة والأولاد بسبب تسرّع وأنانية الزوج تحتّم علينا تحريم الطلاق من غير سبب موجب له كما يقول الفقهاء .
فاسمع ماذا تقول زوجة ألفرد نورث هوايتهد كما جاء في مذكّراتها :
قبل أن أتزوّج هوايتهد عرفت أنّني سأتزوّج عالما فذّا ، ووطّنت نفسي على ذلك ، ولمّا أصيب بالجنون ، لم أحزن على ذلك ، يكفي أنّني أخدمه وأقوم على شؤونه ، فقد كنت آخذ النقود من بعض أصدقائه الأوفياء ، وأخبره أنّني جمعته من مستحقّاته ، ولم أخبره أنّه لا يملك ثمن رغيف الخبز الذي يأكله ..؟؟!! لكي لا أزيد عليه همّه وأمراضه النفسيّة ..!!
يقول ألبرت أينشتاين في مذكّراته : زوجتي لا تحترمني ، ولا تقدّرني ، وكذلك ولدي ، ولهذا لا أرى فائدة في الاستمرار في ذلك العقد البغيض ، يقصد الزواج .
يقول والتر إيزاكسون في كتابه أينشتاين وحياته الشخصيّة : من يقرأ تظلّمات أينشتاين من زوجته وابنه ، يعتقد أنّه كان مظلوما في بيته ، والحقيقة على خلاف هذا تماما ، لقد كان الرجل ظالما وعاقّا كبيرا لزوجته الثانية ولابنه ، وله ابنة غير شرعية لا نعرف عنها شيئا ، فقد أهملها ولم يسأل عنها ، ولهذا كان يقول : لا أدري هل هي حيّة أو ميّتة ..!!
يقول روسّو في المتنزّه لوحده : أكبر خطيئة ارتكتبها في حياتي أنّي وضعت أبنائي في ملجئ للأيتام ، الناس يعيّرونني بهذا ، لكنّي لستُ أبا حقيقّيا ، لا أقدر على رعايتهم ، فأنا لا أقدر على هذا ، ولهذا تركتهم للطبيعة لترعاهم .
فهو مصاب بعقد نفسيّة كثيرة ، بسبب ما مرّ به في طفولته ، فقد كانت فرنسا وسويسرا في ذلك الوقت ، تعيش في قمّة التخلّف والهمجيّة ،
المقصود : هؤلاء كفّار وملاحدة ، ولا يعترفون بربّ أو رسول ، أمّا نحن فأهل قال الله وقال الرسول ، لا ينبغي لنا أن نكون كهؤلاء ، صعب زواجهم سهل طلاقهم ، يضيّعون أبناءهم ، ثمّ يقعدون يبكون عليهم بعد ذلك ..؟؟!!
حدّثني أحد دكاترة الشريعة ،وقد عمل في المحاماة الشرعية لمدّة 15 عاما :
إنّ السبب الرئيسي للطلاق هو عدم رضا الزوج عن حياته الجنسيّة مع زوجته ، وخصوصا بعد الإنجاب الأوّل ، فهو بسبب آنانيته المفرطة ، يريد من زوجته أن لا ترعى ولا ترضي سواه ، وهذه أنانية مفرطة .
يقول : تأتيني المرأة ، وتقعد تشتكي من زوجها لأتفه الأسباب ، ولمّا تصارحني تقول : غير راض عنّي ، لأنّي لا أهتمّ به كما كنت أفعل في بداية الزوج ، فعندي مسؤوليات غيره ، أبنائي من يرعاهم غيري ، هو يريدني لنفسه لوحده ..!!
وفي النهاية أقول :
يقول عبّاس العقّاد في كتابه أنا :
لم أتزوّج لأنّي أكره النساء كما يعتقد الناس ، هم لا يفهمون العقّاد ، العقّاد لم يتزوّج لأنّه كان يعمل في السياسة ، وكنتُ معرّضا للاعتقال كلّ يوم ، وقد اعتقلت ، ونفيت إلى السودان بسبب السياسة ، فمسؤوليتي ورجولتي تفرض عليّ أن لا أضيّع زوجتي وأبنائي ، هذا ما تفرضه عليّ شهامتي ،
فانظروا لهذا الرجل كيف ينظر لمفهوم المسوؤلية ، والبيت ، لم يتزوّج خوفا على ضياع أبنائه وزوجته من بعده ، لأنّه كان معرّضا للنفي والقتل والسجن بسبب السياسة ،
فأين هذا ممّن يُطلّق هكذا بالسّاهل ، يا أخي : لا يوجد رجل حقيقي وفحل يفعل هذا ، الطلاق ليس سهلا ، أكثر البيوت التي خرّبها الزوج بفضل تسرّعه وأنانيته ، إثم أبنائه الذين ضاعوا برقبته ، ولن يأتي عليه يوم إلاّ وغضب الله يُحيط به من كلّ جانب إن لم يتب إليه ويصلح ما أفسد .