كيف تجيب عن أسئلة طفلك المُحرجة ..؟؟

 

قد يكون سؤاله متعلّقا بالله ، من خلق الله ، من أين جاء الله ، هل له رأس مربّع أم مثلّث ..؟؟ وقد يكون سؤاله متعلّقا ببطن أمّه ، من أين جئت ، كيف خرجت من بطن أمّي ، وقد يكون السؤال متعلّقا بالجنس ، فيسأل عن أعضائه التناسليّة ، وقد يسأل عن الجنس بحدّ ذاته ما هو .؟؟، فيقول : كيف يحدث الجماع بين الرجل والمرأة ..؟؟

اتبع هذه الخطوات وهي سبع :

1- إيّاك ثمّ إيّاك أن تكذب عليه بحرف واحد ، لا تكذب على ولدك في جوابات أسئلته ، وإلاّ سيفقد ولدك ثقته بك ، وبمن حوله عند معرفته بحقيقة كذبك ، وستحدث له صدمة يُطلق عليها ، الصدمة المعرفيّة ، كحال الجبرتي لمّا رأى عجائب المصنوعات الفرنسيّة .

2- إيّاك ثمّ إيّاك أن تغيّر الكلمات والأسماء ، اترك الكلمة كما هي ، إن سألك عن عضوه التناسلي ، فقل له : هذا قضيب ، وإن سألتك ابنتك عن عضوها ، فقل لها : هذا فرج ، وإن سألك ابنك عن مهمّة عضوه ، فأخبره بحقيقة الأمر ، لكن بشرط ، يوضّحه مضمون النقطة الثالثة .

3- أن تتدرّج بالكلام والإخبار ، فلا تصدمه بقولك : هذا قضيب يوضع في فرج الفتاة فيولد الناس بهذه الطريقة ، ولكن أخبره بالهوينا ، فقل له : هذا اسمه قضيب ، وكلّ الأطفال والرجال يملكون واحدا مثله ، وهو يخرج منه البول ،  وله استعمالات أخرى ، وبعد أن تكبر وتتزوّج بفتاة جميلة ومحترمة ، يوضع في فرجها فيخرج الولد ، ولا يجب أن يراه أحد ، أو يلمسه أحد ، أو يقترب منه غيرك ، ولا تدع واحدا يلمسك في منطقة كذا وكذا ، وإذا حصل أن قبّلك واحد أكبر منك فامنعه ، إلى آخره ، فأكثر حالات اغتصاب الأطفال للأسف تكون بسبب جهل الطفل بأعضائه التناسليّة ، وما لا يجب أن يراه ويلمسه الناس من جسده .

4- إن سألك : كيف هو شكل الله ، فهل له رأس ..؟؟ وما هو شكل رأسه ..؟؟ وهذا السؤال يتكرّر دائما من الأطفال ، فقد سألني رئيس قسم أصول الفقه في إحدى الجامعات ، عن صعوبة الإجابة عن أسئلة ابنه وابنته ، فقد ذكر لي أنّهما يتصايحان في بعض الأحيان بسبب خلافهم حول شكل رأس الله ، هل هو مربّع أم مثلث ..؟؟

ومن الجميل أن نجد هذه البراءة عند أطفالنا ، فقد كنتُ أُحاول لمس يد الله عندما كنت صغيرا ، لأنّ من يصلي يقف بين يدي الله ، فكنتُ أنظر دائما تحت قدمي ، لأرى يد الله ، وقد أقطع الصلاة وأنزل أرضا باحثا عن يد الله تعالى ، وأتساءل : هذه سجّادة فأين يد الله إذن ،..؟؟ أقول : ربّما تحت السجّادة ..؟؟ أو تحت البيت ، أو تحت الكرة  الأرضية كلّها ، وبهذه الحالة سأكون واقفا بين يدي الله فعلا ، وصدّقوني يا إخوان : كثيرون جدّا وصلوا شأوا عظيما من العلم ويقولون : الله محيط بالعالم بذاته ..؟؟!! 

وقد لا تكون براءة في بعض الأحيان بقدر ما تكون لؤما ودناءة نفس ، كحال رسّل حين كان يؤمن بالله ويحبّه ، إلاّ أنّه ذات ليلة ، شاهد فيلما سينمائيا لأوّل مرّة في حياته ، فكفر بالله بعد انتهاء الفيلم ، بسبب أنّ الحياة قد تكون وهما كشريط السينما ..؟؟

وقد طلّق زوجته لأنّه كان يركب على درّاجته الهوائيّة عائدا من عمله ، فرأى فتاة جميلة في الطريق ، وقارنها بزوجته التي تنتظره مع ابنه في البيت ، يقول : فلمّا نزلت عن الدرّاجة ، طلّقتها ، لأنّي لست مجبرا على تحمّل فتاة قد شبعتُ من جسدها ...؟؟!! 

هو يتحدّث عن زوجته التي تركت أهلها لأجله ، وكانوا من البارونات والأثرياء ، فقد كان فقيرا معدما وقت زواجها منه ، فكان جزاؤها أنّه لم يعد يحبها ، لأنّها لم تعد تثيره جنسيا ، إذن .. فلا حاجة له بها ، كأنّ الزواج مجرّد شهوة حيوانيّة عند رسّل أفندي .

فجوابه أن تقول له : الله لا شكل له ، ولا يشبه البشر ، مثل الروح التي لا تشبه شيئا ، ومثل الكهرباء لا نراها ولكنّنا نشعر و نحسّ بها والله أولى بذلك  ، واضرب له بعض الأمثلة على ذلك ، ولا تقل : لا يزال صغيرا على فهم هذا ، لا يا سيّدي ، فقد ثبت في الطب النفسي أنّ أكثر من كفر بالله ، كان بسبب عدم قدرته على تصوّر إله لا يشبه البشر بسبب تصوّره لهذا التصوّرات الخاطئة منذ صغره ، ولهذا كان رسّل يقول :

الكون إن كان قديما فقد نفينا الخالق ، وإن كان مخلوقا ، فنسأل عن الخالق من خلقه ..؟؟ إذ كيف لموجود لا يكون معقّدا ومركّبا ،..؟؟ فالله أولى بهذا التعقيد من غيره ، لأنّ له أفكارا كثيرة ومتميّزة ، فهذه مشكلة نفسيّة و أفكار صبيانية ، فقد ذكر في سيرته أنّه كان يشاهد مناظرة خاله المسلم ثقيل الدم والسمع كما وصفه ، مع خاله المسيحي ، وخاله الملحد ، فيقول له خاله المسيحي :  الله ثلاثة في طبيعة واحدة ، فيجيبه خاله المسلم : كيف يكون ثلاثة وواحدا معا ..!!

إذن ، فتركيب الإله عنده كانت بسبب أجوبة خاله المسيحي أمام عينيه لمّا كان صغيرا ، فالطفل يقدر على تصوّر كثير من المفاهيم التي لا يقدر على تصوّرها كثير من الكبار ، وذلك بسبب سذاجة تصوّراته  ، أي لم يلحقها تقييدات علميّة ونفسيّة كالكبار،

 ولهذا نقول : إيّاك أن تخبّص في جواب ولدك عن أسئلة الإيمان ، فاتّق الله به ، ولهذا لا مشكلة عند المجسّم أن يكون الله مركّبا ، وإيش المشكلة في هذا أصلا ،..؟؟ فالتجسم أمر متوارث ، كحال وراثةالقوميّين للقوميّة والعلمانيّين للعلمانيّة ، وكذا الإسلام ، لكن الإسلام يملك مكنة على التحوّل من طور الإقناع الموروث إلى طور القناعة الذاتية ، لأنّ بسيط وواضح في أفكاره عن الإله ، وهذا له كلام لا يحتمله هذا المنشور .

5- كلّ جواباتك على تساؤلات ولدك ينبغي أن تكون مقيّدة ، فإيّاك أن تجيبه بجوابات مطلقة ، مثلا : هل أضرب صاحبي في المدرسة إذا ضايقني ..؟؟ فقل له : لا ينبغي على الرجل المسلم أن يعتدي على أخيه أبدا ، لكن لا ينبغي أن يسكت عمّن يعتدي عليه ، فدافع عن نفسك دون أن تزيد على دفع الاعتداء ، وعليكم أن تقرّبوا الصورة له بالأمثلة ، فلا تقل له : قل لمن ضربك : الله يسامحك كلّما اعتدى عليك ..؟؟ فهذا جهل بمفهوم العفو الشرعي أصلا فليس العفو على إطلاقه كما يعتقد الجهّال ، ولا تقل له : كلّ من اعتدى عليك فاقطع خبره من الدنيا ،..؟؟ فولدك لا بدّ سيصير مجرما وقاطعا للطريق ، فالجواب مقيّد ومفصّل ، وهكذا .

6- إيّاك ثمّ إيّاك أن تُهين ولدك أمام الناس ، أو تضربه أمام الناس ، فهذه مصيبة المصائب ، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تُحرجه بذكر تقصيره بدراسته ، أو تذكّره بأخطائه أمام الناس ، فأنت سيّدي قد ذبحته بسكّين باردة ، وإثمه عليك .

7- إيّاك سيّدي الوالد الفاضل ، والمربّي الكامل ، أن تقول لولدك : اتركني حبيبي أجلس لوحدي مع أصدقائي ، واذهب والعب مع من كان في جيلك ، سيّدي : إن لم يجلس ولدك في مجالسك ، مجالس الرجال ، ويتعلّم منك حسن التصرّف والأخلاق والنبل والرجولة وفنّ الحياة ، فمن هذا الذي سيعلّمه إذن ..؟؟ الشارع والطريق مثلا ..؟؟ وهذه والله مصيبة وبليّة ، لأنّ الوالد للأسف إن كان هاملا وساقطا  ،فسيكون قدوة لولده في مجالس القذارة والفحش ، فيكون المجتمع المسلم يُعاني من فاسق واحد ، فيتزوّج هذا الفاسق وينجب لنا خمسة فاسقين ..؟؟!! وهذه والله أعظم مصائب هذه الأمّة ، فالجيل الجديد للأسف لا يبشّر بخير ، وهذا بسبب الجيل القديم ، فهو جهل يتلوه جهل ، 

ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله .

تعليقات