نصيحة كلّّ مقبل على الزواج
أنصح كلّّ مقبل على الزواج أن يأخذ معه شخصيّة قلقة لرؤية العروس ... فإنّ له نظرة صائبة في النساء ... فهو بفطرته ينظر في أشياء دقيقة لا يقدر عليها مائة شخصية عادية ...
انظر إلى يدها... فتقول له : وماذا بها ما شاء الله عليها .. فيقول :
يدها مليئة .. !! وهذا يعني أنّ جسدها مكتنز .. وربّما تكون قدّ شدّت عليها ملابسها لتبدو أنحف ... ويظهر أنّها لا تعتني بنظافة نفسها .. انظر إلى لسانها .. عليه شيء من البياض ... نظراتها حاّدة .. هي وقحة جدّا ... تنظر إليك بقوّة .. هي متسلّطة .. وهكذا ..
طبعا .. لن تتزوّج أبدا ما دام أنّ صديقك أو والدك القلق معك ...!!
إلاّ أنّه من أصحاب الذوق الرفيع جدّا ... ودائما اختياراته في غاية الجمال ... فترى أنّه قد اختار أصحابه بعناية جدّا جدّا ..
و زوجته من أجمل النساء .. وربّما يُغضبها لأنّها لا تعتني بنظافة جسدها أو أنّ وزنها قد زاد شيئا يسيرا ...
هو يُحب النظام .. لأنّ النظام يُزيل عنه شيئا كبيرا من قلقه وهمومه ... فلهذا تراه يسير بسيّارته الهوينا ... ومخالفاته قليلة جدّا ..
أخبرني أحدهم : منذ أكثر من عشرين سنة لم أحصل على مخالفة سير واحدة ..!!
فقلتُ في نفسي : أنت مريض نفسي ولكنّك لا تعلم ...!!
وربّما يكون طفلك قلقا وأنت لا تعلم ..
دعاني أحد الأصدقاء إلى الغداء ... فجلسنا حول المائدة ... فرأيتُ طفله الذي لم يتجاوز السابعة من عمره .. قد أخذ قطعة دجاج وخبّأها بين رجليه مع أنّ الطعام كثير وعائلته كريمة ويمسك بيده قطعة أخرى ووضع قطعة ثالثة أمامه......!!
فقلتُ لصديقي : ولدك قلق ...!! قال : هو بخيل جدّا ... ولهذا تراه قد خبّأ قطعة الدجاج بين رجليه ( احتياطا فلا يدري ما يفعل به الزمن ) ...!!
ورأيتُ طفلا في العاشرة يلعب بعض الألعاب الإلكترونية بسرور فيخسر اللعبة ويعيدها مرّة أخرى محاولا النجاح والفوز ... فجاء أخوه وكان أصغر منه بسنة وبدأ اللعب... فكان يُعيد اللعبة مرّة تلو أخرى ولمّا تبدأ اللعبةُ بعد ...هو قلق لمجرّد أنّ محاولة واحدة من عشرمحاولات يُسمح له بها قد فشلت ... فيعيد اللعبة مرّة أخرى من أوّلها .. مع أنّه يملك تسع محاولات أخرى...!!
وهو يُحبّ الستر ... فتراه إذا أراد جماع زوجته يُغلق الباب ... ويُنزل الستائر ... ثمّ يتأكّد مرّة أخرى أنّ كلّ شيء بخير ... وربّما يمتنع عن الجماع بوجود الأطفال ...
أخبرني أحدهم أنّه سأل عن أولاده فأخبرته زوجته بأنّهم في المدرسة فبدأ بجماع زوجته في صالون البيت ... وفجأة وجد ولده الصغير فوق رأسه ...!! وهما عاريان تماما ... ويقول :
أرجوك اجلس معه فهو مصاب باكتئاب حادّ منذ رأى هذا ...!! / هذا الأمر لا يحصل أبدا مع الشخصيّة القلقة / فهو يحتاط في جميع أموره وشؤونه ...
الطفل القلق لا يسمح لأحد أن ينظر إلى عورته ... حتّى والدته ... هو خجول جدّا ... ويغار على جسده ... فإذا ذهب ليسبح لا يخلع سرواله أبدا ... ولا يخلع قميصه ... هو قلق من رؤية الناس لجسده .. فتراه يسبح بملابس ساترة تماما ..
ونفسه تستوعب جميع أنواع الفوبيا ... وخصوصا فوبيا المرتفعات .. فيحكي أهل العلم أنّ جميع الأذكياء يخافون المرتفعات ... كأينشتاين مثلا .. أو ستالين وهو بالمناسبة فيلسوف من الطراز الرفيع .. فعند حضوره إلى برلين لتوقيع اتّفاقية تقسيم ألمانيا مع أمريكا وبريطانيا في سنة 1945 تأخّر عن موعده أسبوعا كاملا ... فقد رفض أن يركب الطائرة ...!! وجاء بالسيّارة من موسكو إلى برلين ...!!
ولهذا سبب ظاهر .. فهو يحسب المسافة بين الطائرة والأرض ويقلق من هذا .. فلا يعقل أن تكون فوق الأرض بألاف الكيلو مترات ولا تحسب لهذا الارتفاع أيّ حساب ...!! أمّا هو فيعلم أنّ هذا الارتفاع أمر مقلق حقّا ...!!
والمريض بالقلق من أكثر الناس ملكة للخيال ... فأصل بلائه في خياله ... خياله واسع جدّا ..
فخذ مثلا كاتبا مبدعا كتوفيق الحكيم ... شخصيّته ممييزة فعلا .. يمشي بين الناس ويجرّ حماره الحكيم وراءه ويمسك عصا طويلة بيده ويلبس البيرييه ... ولكنّّه دائم القلق ..ولهذا هو من أبخل الناس ... لا تتوقّع أن تجد الحكيم جالسا في القهوة من دون دعوة من أحد...!! خياله خصب حقّا .. وشخصيته قلقة إلاّ أنّه ذكيّ ومبدع ...
يداه تتعرّقان بشدّة .. وهي صفة عامّة لكلّ شخصية قلقة ...